كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

القرآن: «يا أيها الناس» فإنه مكي، وما كان «يا أيها الذين آمنوا» فبالمدينة (¬1).
وعن إبراهيم قال: كل شيء في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) أنزل بالمدينة، وكل شيء في القرآن (يا أيها الناس) أنزل بمكة (¬2).
وعن علقمة قال: كل ما نزل فيه: (يا أيها الناس)، فهو مكي، وما نزل فيه (يا أيها الذين آمنوا) فمدني (¬3).
وهذا في الأصل منقول عن ابن مسعود رضي الله عنه فقد قال: قرأنا المفصل بمكة حججا ليس فيه (يا أيها الذين ءامنوا) (¬4).
قال ابن عطية، وغيره: هو في (يا أيها الذين ءامنوا) صحيح، وأما (يا أيها الناس) فقد يأتي في المدني (¬5)، وأيضا فهذا غير مضطرد.
فقد استدرك العلماء على ذلك سورة النساء فهي مدنية بالاتفاق، وأولها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ} (¬6)، وسورة الحج فهي مكية وفيها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا} (¬7)، وسورة البقرة مدنية وفيها {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} (¬8) وفيها
¬__________
(¬1) فضائل القرآن لابن الضريس (79)، وفضائل القرآن لأبي عبيد (1/ 222)، والمصنف لابن أبي شيبة (1/ 189)، فضائل القرآن لابن كثير (7)، والدر المنثور (1/ 84)، والتفسير الكبير للرازي (2/ 82)، والبرهان (1/ 191).
(¬2) المصنف لابن أبي شيبة (10/ 522) 10191وبنحوه جاء، عن عكرمة، وعروة، ينظر المصنف الآثار 10193، 10196.
(¬3) أورده الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف، وعزاه لابن أبي شيبة، والواحدي في أسباب النزول، ينظر تخريج أحاديث وآثار الكشاف (1/ 49).
(¬4) مستدرك الحاكم (2/ 224)، والمصنف لابن أبي شيبة (1/ 522) 10192، وأشار السيوطي في الإتقان إلى ضعفه (1/ 22)، وينظر البرهان (1/ 187).
(¬5) تفسير ابن عطية (4/ 5)، والإتقان (1/ 22).
(¬6) سورة النساء: آية (1).
(¬7) سورة الحج: آية (77)، وأورده ابن العربي في أحكام القرآن (2/ 523)، وينظر الزيادة والإحسان (1/ 279) النوع الخامس عشر، تحقيق محمد صفا.
(¬8) سورة البقرة: آية (21).

الصفحة 1058