كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

سوى العنكبوت (¬1).
وقيل أيضا: كل سورة فيها سجدة فهي مكية (¬2).
وقد يكون الترجيح بين كون هذه الآية مكية، أو مدنية بمرجح خارجي من معرفة الزمان الذي فرض فيه الصلاة والزكاة مثلا.
فعن الحسن في قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} (¬3)، قال عنها: مدنية لأن الصلوات نزلت بالمدينة (¬4)، وفي سورة لقمان المكية استثنى الحسن أيضا قوله تعالى:
{الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} (¬5)، فقال عنها:
مدنية لأن الصلاة والزكاة مدنيتان (¬6).

المكي والمدني من السور:
أحاول هنا أن أستعرض على سبيل الاختصار والإجمال، ما ورد في ذلك عن التابعين. فقد أخرج البيهقي في دلائل النبوة بسنده عن عكرمة والحسن قالا: أنزل الله من القرآن بمكة: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، {ن، وَالْقَلَمِ}، والمزمل، والمدثر، و {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}، و {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}، و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشى َ}، والفجر، والضحى، والانشراح {أَلَمْ نَشْرَحْ}، والعصر، والعاديات، والكوثر، و {أَلْهَاكُمُ}، و {أَرَأَيْتَ}
¬__________
ومصاعد النظر (1/ 161).
(¬1) الإتقان (1/ 23).
(¬2) الإتقان (1/ 23).
(¬3) سورة (ق): آية (39)، وسورة غافر: آية (55)، وسورة النجم: آية (48).
(¬4) فتح القدير (4/ 479)، زاد المسير (8/ 205).
(¬5) سورة لقمان: آية (4).
(¬6) فتح القدير (4/ 233)، وزاد المسير (6/ 314).
(7) دلائل النبوة للبيهقي (7/ 142، 143)، والإتقان (1/ 40، 41).

الصفحة 1062