كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

مجاهد بهذا التفسير (¬1)، ورجح هذا القول، وأيده، وأتبع ذلك بكلام بعض أهل العلم الذين طعنوا فيمن لم يقل بهذا التفسير، أورده وذكر أنهم عدوه جهميا، أو كافرا، أو زنديقا (¬2)، وأمروا بهجره (¬3)، بل حكم بعضهم بقتله (¬4)، ثم أيد ذلك بمنامات ذكر أن أصحابها رأوا النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وأخبرهم أن الله يقعده على العرش (¬5).
وقد أنكر هذا القول جماعة من أهل العلم منهم ابن عبد البر حيث قال: ومجاهد وإن كان أحد المقدمين في العلم بتأويل القرآن، فإن له قولين في تأويل آيتين هما مهجوران عند العلماء، مرغوب عنهما، فذكر تأويله للمقام المحمود، ثم عقب عليه بقوله: وهذا قول مخالف للجماعة من الصحابة، ومن بعدهم، فالذي عليه العلماء في تأويل هذه الآية أن المقام المحمود، الشفاعة (¬6). وتبعه على ذلك القرطبي (¬7).
وقال الواحدي: وهذا قول رذل موحش فظيع، ونص الكتاب ينادي بفساد هذا التفسير ثم ذكر أدلته على ذلك (¬8).
والذي يظهر أن المروي عن مجاهد غير معتبر إذ قد جاء من طريق الليث بن أبي
¬__________
(¬1) ينظر كتاب السنة لأبي بكر الخلال، الآثار ذوات الأرقام: 239، 241، 242، 243، 244، 246، 247، 248، 252، 253، 254، 266، 267، 275، 277، 278، 279، 282، 286، 287، 288، 290، 298، 299، 300، 301، 302، 303، 304، 310.
(¬2) المرجع السابق وينظر الآثار ذوات الأرقام: 243، 244، 246، 247، 250، 253، 254، 269، 270، 271، 272، 273، 274، 275، 276، 279، 284، 285، 305.
(¬3) المرجع السابق الآثار ذوات الأرقام: 266، 269، 271، 272، 274، 276، 283، 314.
(¬4) المرجع السابق الآثار ذوات الأرقام 254، 273.
(¬5) المرجع السابق أثر رقم: 256، 257.
(¬6) التمهيد (7/ 157).
(¬7) تفسير القرطبي (10/ 201).
(¬8) تفسير القاسمي (10/ 270).

الصفحة 108