كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)
{مَرْصَدٍ} (¬1)، ثم نسخ، واستثنى، فقال: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ} إلى قوله: {ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ} (¬2).
وعن عكرمة والحسن أيضا قالا في سورة النحل: {مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (¬3)، ثم نسخ واستثنى من ذلك فقال: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬4).
وعن عكرمة والحسن قالا في قوله تعالى: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحى َ إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ} (¬5): فنسختها الآية التي في سورة الفتح: {إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً} (¬6)، ثم ذكرا آيات سورة الأحزاب، ثم قالا: فبين الله ما يفعل به وبهم (¬7).
وعن الزهري في تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} (¬8) الآية، نسخت بالاستثناء بعدها في قوله تعالى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ} (¬9)، يقول: فلا سبيل لكم عليهم بعد التوبة (¬10).
¬__________
(¬1) سورة التوبة: آية (5، 6).
(¬2) تفسير الطبري (9/ 25) 10074.
(¬3) سورة النحل: آية (106).
(¬4) سورة النحل: آية (110)، والأثر في تفسير الطبري (14/ 184)، والدر المنثور (5/ 171).
(¬5) سورة الأحقاف: آية (9).
(¬6) سورة الفتح: آية (1).
(¬7) تفسير الطبري (26/ 7)، وزاد المسير (7/ 373)، والدر المنثور (7/ 736).
(¬8) سورة المائدة: آية (33).
(¬9) سورة المائدة: آية (34).
(¬10) الناسخ والمنسوخ، لابن شهاب الزهري (36).
الصفحة 1082