كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

سليم، وهو ضعيف (¬1).
ثم هو معارض بروايات أصح منه، فيها التصريح بأن مجاهدا يرى أن المراد بالمقام المحمود: هو شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة (¬2). خرجها ابن جرير، وغيره عن طريق ابن أبي نجيح، قال الألباني: هو الثابت عن مجاهد نفسه من طريقين عنه عند ابن جرير، وأما رواية الجلوس على العرش فليس لها طريق معتبر لأنها من رواية الليث، وعطاء ابن السائب (¬3)، وأبي يحيى القتات (¬4)، وجابر بن يزيد (¬5)، والأولان مختلطان،
¬__________
(¬1) قال ابن حجر في التقريب: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك، التقريب (464)، وقال الذهبي بعد أن ساق أقوال أهل العلم فيه قلت: بعض الأئمة يحسّن الليث، ولا يبلغ حديثه مرتبة الحسن، بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب، فيروى في الشواهد والاعتبار، وفي الرغائب والفضائل أما الواجبات فلا اهـ. السير (6/ 184)، والضعفاء للنسائي (209) والكواكب النيرات (493) والضعفاء لابن الجوزي (3/ 29)، ونهاية الاغتباط بمن رمى من الرواة بالاختلاط (295).
قلت: وإذا ثبت هذا الرأي، أي: ضعف الليث فلا يسوغ الأخذ عنه في هذه الرواية، لا سيما وقد روي ما يخالفها مما هو أصح منها.
(¬2) تفسير الطبري (15/ 144)، وأورده ابن كثير في تفسيره من رواية ابن جرير (5/ 101)، وابن الجوزي في تفسيره (5/ 76).
(¬3) من رواية شريك عن عطاء عن مجاهد، ينظر كتاب السنة لأبي بكر بن الخلال الأثر ذو الرقم (294، 297)، وعطاء بن السائب، أبو محمد الثقفي، صدوق اختلط. التقريب (391).
وقال ابن معين: حديثه ضعيف إلا ما كان عن شعبة وسفيان. تاريخ ابن معين (2/ 403)، وينظر الضعفاء للعقيلي (3/ 398)، ولسان الميزان (7/ 305)، وشرح علل الترمذي (308)، والكواكب النيرات (319).
(¬4) من رواية شريك قال حدثنا أبو يحيى القتات عن مجاهد به. ينظر كتاب السنة لأبي بكر بن الخلال الأثر ذو الرقم (296). وأبو يحيى القتات لين الحديث والتقريب (684)، وقد ضعفه أحمد وابن معين، ينظر الاستغناء (2/ 1000)، والكنى للدولابي (2/ 165)، والميزان (4/ 586).
(¬5) من رواية شريك، قال حدثنا جابر بن يزيد، عن مجاهد به، ينظر كتاب السنة أثر (297)، وجابر بن يزيد بن الحارث الجعفي، ضعيف رافضي قال البخاري: متروك، التقريب (137)، الضعفاء الصغير (28)، والمغني في الضعفاء (1/ 126)، الكامل في الضعفاء (2/ 537)، والضعفاء والمتروكين للدارقطني (168)، والمجروحين (1/ 208).

الصفحة 109