كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

والآخران ضعيفان، بل الأخير متروك متهم (¬1) اهـ.
وبهذا يتضح أن المروي عن مجاهد من قوله: إن المقام المحمود هو الشفاعة أولى القولين بالصواب، وهو الموافق لما صح به الخبر (¬2) عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم {عَسى َ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً}: «هي الشفاعة» (¬3).
3 - ومما أبعد فيه النجعة، وخالف أهل السنة، وأتى فيه بما يستغرب ويستنكر ما ورد عنه في تفسير آية الرؤية حيث أوّلها تأويلا خالف فيه مذهب أهل السنة، والجماعة من الصحابة، ومن بعدهم، فقد روى ابن جرير عنه في تفسير قوله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلى َ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} (¬4)، قال: تنتظر الثواب (¬5)، لا يراه من خلقه شيء (¬6)، وفي رواية أنه سئل فقيل له: إن ناسا يقولون: إنه يرى، قال: يرى ولا يراه شيء (¬7).
¬__________
(¬1) مختصر العلو للعلي الغفار ص (17)، وينظر تفسير القاسمي (10/ 273).
(¬2) حسنه الترمذي في كتاب التفسير، باب تفسير سورة الإسراء (5/ 303) 3137، وصححه ابن جرير في تفسيره (15/ 145).
(¬3) أخرجه أحمد في مسنده (2/ 444، 478)، والترمذي في سننه (5/ 303)، والطبري في تفسيره (15/ 145)، والبيهقي في دلائل النبوة (5/ 484).
(¬4) سورة القيامة: آية (22، 23).
(¬5) أخرجه ابن جرير من طريق منصور بن المعتمر، عن مجاهد به، بثلاثة أسانيد، ينظر تفسير الطبري (29/ 192)، وأورده ابن حجر في الفتح، وعزاه إلى عبد بن حميد، وصححه (13/ 425)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى بن جرير (8/ 360)، وينظر تفسير الماوردي (6/ 156)، وتفسير القرطبي (19/ 70).
(¬6) وهذه الزيادة أخرجها ابن جرير من طريق منصور، عن مجاهد به (29/ 192).
(¬7) وهذه الرواية أخرجها ابن جرير من طريق منصور أيضا عن مجاهد به (29/ 193).

الصفحة 110