3 - كثير من الأمثال اقتصر التابعون على بيان سبب النزول، ولم يتوسعوا في شرحه.
كما في تفسير قوله تعالى: {ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ} (¬1)، فقد ورد عن عكرمة أنها نزلت في الأصنام، موافقا بذلك ما ورد عن ابن عباس (¬2)، ولم أر من شرح هذا المثل إلا السدي، بعد أن ذكر أيضا أن المراد به الصنم (¬3).
4 - ربما تعرض التابعون إلى تعميم بعض الأمثال التي وردت في أسباب خاصة، بالنظر إلى أن الأمثال القرآنية إنما وردت للعظة والقياس، والاعتبار، ففي تفسير قوله تعالى: {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ} (¬4).
فقد جاء عن عكرمة بيان أن خيانة المرأتين كانت في الدين (¬5).
وأما قتادة فإنه ذكر ذلك، وأشار إلى العبرة بضرب المثل، فقال: يقول: لن يغني صلاح هذين عن هاتين شيئا، وامرأة فرعون لم يضرها كفر فرعون (¬6).
5 - ومما يلاحظ أيضا أنهم قد تعرضوا لبيان الأمثال القرآنية وتناولوها بالشرح، وبعض هذه الأمثال لم أجد عن الصحابة أحدا تعرض لتأويلها، من ذلك الأمثال التي
¬__________
(¬1) سورة الحج: آية (73).
(¬2) أورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر (6/ 75).
(¬3) زاد المسير، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن أبي حاتم (6/ 75)، وفتح القدير (3/ 471).
(¬4) سورة التحريم: آية (10).
(¬5) تفسير الطبري (28/ 150)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، عن عكرمة به (8/ 228)، وفتح القدير (5/ 255).
(¬6) أورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن قتادة به (8/ 228).