كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

جاءت في قوله تعالى: {كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ} (¬1)، وفي قوله: {وَكُنْتُمْ عَلى َ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ} (¬2)، وفي قوله: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ} (¬3)، وقوله: {ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ} (¬4)، ويلاحظ أيضا أن من المفارقات بينهم وبين التابعين أن الصحابة قلّ أن يتعرضوا لتوضيح البيّن من الأمثال، وإنما تأتي الروايات عنهم إذا جاء المثل فيه نوع غموض، فعند قوله سبحانه: {أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} (¬5).
لما كان هذا المثل غامضا، نجد أن الصحابة تعرضوا له، فوردت روايات عن عمر، وابن عباس رضي الله عنهما في بيان معنى المثل (¬6)، وأنه مثل لمن عمل بعمل أهل الخير، ثم ختم له في آخر عمره، فعمل بعمل أهل الشقاء فأفسده كله، وتتابعت أقوال مجاهد، وقتادة، والربيع، على ذلك بعبارة وعظية جميلة (¬7).
وذهب السدي إلى أن المراد بالآية نفقة الرياء لا يجدها صاحبها يوم القيامة (¬8)، واختاره الطبري (¬9).
¬__________
(¬1) سورة البقرة: آية (265)، وينظر تفسير الطبري (5/ 539) 6087، 6088، 6089، 6090.
(¬2) سورة آل عمران: آية (103)، وينظر تفسير الطبري (7/ 87) 7591، 7592، 7593.
(¬3) سورة الحج: آية (3)، وينظر تفسير الطبري (17/ 155)، والدر (6/ 46).
(¬4) سورة الروم: آية (28)، وينظر تفسير الطبري (21/ 38)، والدر (6/ 492).
(¬5) سورة البقرة: آية (266).
(¬6) تفسير الطبري (5/ 544) 6094، 6097، 6101، والدر (2/ 47)، وفتح القدير (1/ 288).
(¬7) تفسير الطبري (5/ 546) 6098، 6099، 6102، 6103، 6104، وتفسير عبد الرزاق (1/ 108)، والدر (2/ 48).
(¬8) تفسير الطبري (5/ 543) 6091.
(¬9) تفسير الطبري (5/ 543، 550).

الصفحة 1118