فالضلالة، والبرق الإيمان (¬1).
وجاء عن ابن زيد حيث قال: هذا أيضا مثل ضربه الله للمنافقين، كانوا قد استناروا بالإسلام، كما استنار هذا بنور هذا البرق (¬2).
وأما ابن جريج فقال في بيان هذا المثل: ليس في الأرض شيء سمعه المنافق إلا ظن أنه يراد به، وأنه الموت كراهية له، والمنافق أكره خلق الله للموت، كما إذا كانوا بالبراز في المطر فرّوا من الصواعق (¬3).
وأما ما ورد عن الصحابة، فكان أميل للطول، فمن ذلك ما جاء من طريق السدي، عن ابن عباس، وابن مسعود، وناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه قصة سبب نزول هذا المثل، وفيها طول وغرابة (¬4).
وجاء عن ابن عباس بيان المثل أنه: مثل للكافر (¬5)، وجاء عنه أنه: مثل للمنافق (¬6)، ومن ذلك رواية علي بن أبي طلحة عنه أنه قال: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ} وهو المطر، ضرب مثله في القرآن {فِيهِ ظُلُمَاتٌ} يقول: ابتلاء، {وَرَعْدٌ} فيه تخويف، {وَبَرْقٌ}، {يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ} يقول: يكاد محكم القرآن يدل على عورات المنافقين، {كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ}، يقول: كلما أصاب المنافقون من الإسلام عزا اطمأنوا، وإذا أصاب الإسلام نكبة قاموا ليرجعوا إلى الكفار، يقول: {وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا}، قاموا كقوله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى َ حَرْفٍ}
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (1/ 351) 461.
(¬2) تفسير الطبري (1/ 351) 462.
(¬3) تفسير الطبري (1/ 351) 463.
(¬4) تفسير الطبري (1/ 347) 452.
(¬5) تفسير الطبري (1/ 346) 451.
(¬6) تفسير الطبري (1/ 348) 452، 454.