كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وعند قوله تعالى: {كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا} (¬1).
جاء شرحه مفصلا عن ابن عباس، وبنحوه السدي، في حين كانت عبارة مجاهد مختصرة، وذكر قتادة سبب النزول مقتصرا عليه (¬2).
وعند قوله تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ} (¬3)، شرحه ابن عباس شرحا فيه شيء من التفصيل، في حين اختصر العبارة كل من قتادة، ومجاهد، والحسن، ومن أتباعهم شرحه ابن جريج بعبارة مختصرة جدا (¬4).
وعند قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ} (¬5)، جاء شرح هذا المثل عن علي بن أبي طالب، وابن عباس مختصرا، وجاء بيان مجاهد مختصرا، وبعبارة مخالفة، وشرحه قتادة شرحا مطولا جميلا، ووافقه ابن زيد (¬6).
وعند قوله تعالى: {أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ} (¬7)، جاء بيانه عن ابن عباس باختصار من طريق علي بن أبي طلحة، وبطول من طريق العوفي، واختصر شرحه مجاهد والحسن وعطاء، وأطال قتادة الشرح، والتفصيل، مبينا وجه الأمثال
¬__________
(¬1) سورة الأنعام: آية (71).
(¬2) تفسير الطبري (11/ 453452) 1342913422.
(¬3) سورة الأعراف: آية (176).
(¬4) تفسير الطبري (13/ 273272) 1544015435.
(¬5) سورة الرعد: آية (14).
(¬6) تفسير الطبري (16/ 402400) 2029720286.
(¬7) سورة الرعد: آية (17).

الصفحة 1127