كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

بينما نجد في المقابل أن السيوطي قد نقل فيه عن ابن عباس، وعكرمة سبب نزوله، وعن السدي شرحا له (¬1).
وفي تفسير قوله تعالى: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ} (¬2).
جاءت روايات عديدة عن ابن عباس، في بيان مفردات المثل، وجاء شرحه عن أبيّ بن كعب شرحا مطولا، واقتصر مجاهد والحسن على عبارة مختصرة تدور حول بيان مفردات المثل، في حين شرحه قتادة بعبارة وعظية (¬3).
وفي تفسير قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً} (¬4)، اهتم ابن عباس بشرح هذا المثل، وكذلك أبيّ بن كعب، في حين اختصر مجاهد الشرح، والبيان، وفصّل قتادة تفصيلا يسيرا، بينما امتاز ابن زيد من أتباعهم بالشرح، والتفصيل (¬5).
وفي تفسير قوله تعالى: {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ} (¬6)، شرحه أبيّ بن كعب شرحا جميلا، وجاء بعده قتادة، ثم ابن زيد، فتناولوه بالشرح أيضا بعبارات جزلة واضحة (¬7).
وفي تفسير قوله تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ}
¬__________
(¬1) الدر المنثور (6/ 75).
(¬2) سورة النور: آية (35).
(¬3) الدر المنثور (6/ 200196).
(¬4) سورة النور: آية (39).
(¬5) تفسير الطبري (18/ 150149)، والدر المنثور (6/ 210209).
(¬6) سورة النور: آية (40).
(¬7) تفسير الطبري (18/ 150).

الصفحة 1129