كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

يرى الاعتزال، كما قاله ابن المديني (¬1)، بل قال أحمد: أفسدوه بأخرة، وكان جالس عمرو بن عبيد (¬2) وقال القطان: كان ابن أبي نجيح من رءوس الدعاة (¬3)، قلت: فلا يعتد بالرواية عنه في هذا الباب لأنه داعية لبدعته وهذا مما يؤيدها، فالذي يظهر أن هذه الرواية لا تصح عن مجاهد، وقد صح عن المصطفى صلى الله عليه وسلم تفسير الزيادة بالنظر إلى الله تعالى (¬4).
وقال ابن الجوزي: روي تفسير (الزيادة) بالنظر إلى وجه الله الكريم، عن أبي بكر، وأبي موسى الأشعري، وحذيفة، وابن عباس، وعكرمة، وقتادة، والضحاك، وابن أبي ليلى، والسدي، ومقاتل (¬5). وزاد ابن كثير (¬6): عطاء، وابن المسيب، والحسن
وغيرهم، وذكر أن منهم مجاهدا رحمه الله ولعله اعتمد ما روي عنه من طريق حماد ابن سلمة عن ليث عن مجاهد {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى َ}، قال: الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى الرب (¬7).
وفي سند هذه الرواية الليث بن أبي سليم، وهو ضعيف، مرّ (¬8).
¬__________
(¬1) السير (6/ 125).
(¬2) تهذيب التهذيب (6/ 54)، والتاريخ لابن معين (3/ 74).
(¬3) الميزان (2/ 515).
(¬4) كما رواه ابن أبي عاصم في السنة في باب: في الزيادة بعد ذكر الحسنى، فساق الحديث بسنده عن صهيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية: «إذا دخل أهل الجنة الجنة» الحديث، وقال في ختام الرواية: «فما شيء أعطوه أحب إليهم من النظر إليه وهي الزيادة».
وينظر كتاب السنة (205)، وأخرج الحديث أيضا مسلم في صحيحه بلفظ مقارب كما مرّ، وأبو عوانة في مستخرجه (1/ 156)، وابن ماجة في سننه (1/ 67) 187، وأحمد في مسنده (4/ 332/ 333)، والآجري في الشريعة (261).
(¬5) زاد المسير (4/ 25).
(¬6) تفسير ابن كثير (4/ 198).
(¬7) أوردها اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة، والجماعة (3/ 463) 797.
(¬8) وسيأتي لذلك مزيد بسط في مبحث منهج التابعين في آيات الاعتقاد ص (875).

الصفحة 113