كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

السورة، على أقوال، فممن فسرها بالقسم قتادة رحمه الله، فعنه في قوله: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} (¬1) قال: يقسم الله بما شاء (¬2).
أما موقع القسم وجوابه فقد يكون ظاهرا في القرآن، وقد يكون موضع اجتهاد، وأكثر من رأيت تعرضا لذلك من التابعين قتادة، ومن أمثلة ما جاء عنه ما ورد عند تفسير قوله تعالى: {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} (¬3)، اختلف المفسرون هل ذكر جواب القسم، أو لا (أي هل حذف وترك)، فاختار قتادة ذكره، فقال: وقع القسم هاهنا:
{إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (¬4).
وفي تفسير قوله سبحانه: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ} (¬5)، يشير قتادة إلى جوابه في قوله: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}، فيقول: وقع القسم هاهنا (¬6).
وفي أقسام سورة الشمس المتتالية: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} (¬7)، يبين قتادة جواب القسم فيقول: قد وقع القسم هاهنا: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (¬8).
¬__________
(¬1) سورة القلم: آية (1).
(¬2) تفسير الطبري (29/ 16)، والدر المنثور (8/ 342).
(¬3) سورة البروج: آية (1).
(¬4) سورة البروج: آية (12)، والأثر في تفسير الطبري (30/ 135).
(¬5) سورة البلد: آية (1).
(¬6) سورة البلد: آية (4)، والأثر في تفسير الطبري (30/ 196)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، عن قتادة بزيادة في آخره (8/ 519).
(¬7) سورة الشمس: آية (1).
(¬8) سورة الشمس: آية (9)، والأثر في تفسير الطبري (30/ 212)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه لعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة، بزيادة في أوله (8/ 529).

الصفحة 1133