كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

لفحشائكم، وفضلا لفقركم (¬1).
وفي سر ترتيب قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ} (¬2)، قال قتادة: فإنه خلق السموات قبل الأرض، والظلمة قبل النور، والجنة قبل النار (¬3).
وأما أسرار ختم الآيات، وائتلاف الفواصل، فقد أكثر التابعون منه، وإن كان جلّ ما جاء عنهم هو من باب التمكين (¬4).
فمما جاء عنهم ما ورد عند تفسير قوله تعالى: {فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (¬5)، قال سعيد بن جبير: غفور لما أكل إذ أحل له الحرام في الاضطرار (¬6).
ويفسّر الحسن البصري قوله تعالى: {وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُفٌ}
¬__________
(¬1) تفسير الطبري (5/ 571) 6169، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه لابن جرير، عن قتادة به (2/ 65).
(¬2) سورة الأنعام: آية (1).
(¬3) تفسير الطبري (11/ 250) 13041، وزاد المسير (3/ 2)، ومعاني القرآن للنحاس (2/ 398).
(¬4) قسّم العلماء فواصل القرآن إلى أربعة أشياء: التمكين، وهو أن يمهد قبل الفاصلة تمهيدا بحيث تأتي الفاصلة متعلقة بالكلام تعلقا تاما بدونه يضطرب المعنى، وإن كان قد تقدم لفظها بعينه في أول الآية سميت تصديرا، وإن كان في أثناء الصدر سميت توشيحا، وإن أفادت معنى زائدا بعد تمام معنى الكلام سمي إيغالا، ينظر البرهان (1/ 78، 79)، والإتقان (2/ 129).
(¬5) سورة البقرة: آية (173).
(¬6) تفسير ابن كثير (1/ 394)، وفتح القدير (1/ 170)، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وأبي الشيخ، عن سعيد بلفظ متقارب (1/ 408).

الصفحة 1139