كالحسن، وابن سيرين (¬1).
وكذلك كانوا يكرهون بيع المصاحف للآثار الواردة عن الصحابة في كراهة ذلك، ثم رأوا أن المصلحة اقتضت ذلك، فتغير اجتهاد بعضهم تبعا لذلك، فأجاز الحسن بيعها بعد كراهته لذلك (¬2).
وقد بلغ اهتمام التابعين أن شرعوا بأمر الحجاج في عدّ حروف القرآن.
عدد السور:
وأما عدد سوره فكانت عند جمهورهم (114) سورة، وقد ورد عن مجاهد أنها (113) سورة (¬3) لأنه كان يجعل الأنفال والتوبة سورة واحدة لعدم البسملة فيهما، وقريب من ذلك سعيد بن جبير، فإنه لما كان يعد السبع الطوال كان يعد منها يونس، فكأنه جعل الأنفال مع براءة سورة واحدة، ويرده تسمية النبي صلى الله عليه وسلم كلا منها (¬4).
عدد الحروف:
وقد بعث الحجاج بن يوسف إلى قراء البصرة فجمعهم، واختار منهم الحسن البصري، وأبا العالية، وآخرين، وقال: عدّوا حروف القرآن، فبقوا أربعة أشهر يعدّون بالشعير، فأجمعوا على أن كلماته (77439) كلمة، وأجمعوا على أن عدد حروفه (323015) حرفا (¬5)، وعن مجاهد (323021) حرفا، وفي رواية (340740) حرفا (¬6)، وسبب هذا الاختلاف أن الكلمة لها حقيقة ورسم، والقراءات
¬__________
(¬1) المحكم في نقط المصاحف (21)، وفضائل القرآن لأبي عبيد (240).
(¬2) المصاحف (177).
(¬3) البرهان (1/ 251)، وإحياء علوم الدين (1/ 283).
(¬4) البرهان (1/ 251)، و (1/ 244).
(¬5) البرهان (1/ 249).
(¬6) البرهان (1/ 249).