تختلف في زيادة بعض الحروف ونقصانها، فأدى إلى هذا الاختلاف (¬1).
تحزيب القرآن:
وأما تحزيب القرآن، فإن القرآن قد نزل سورا عديدة منها الطويل ومنها القصير، وكان ذلك لتيسير الحفظ والتلاوة.
ويشير قتادة إلى أن حكمة ذلك أيضا تحقيق كون السورة بمفردها معجزة، وآية من آيات الله، وغير ذلك من الحكم (¬2).
ولذا فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يقسمون تلاوتهم بحسب السور بترتيب المصحف لأن ترتيبه محكم، قال الحسن عن الفاتحة: إن الله أودع علوم الكتب السابقة في القرآن، ثم أودع القرآن في المفصّل، ثم أودع علوم المفصل في الفاتحة، فمن علم تفسيرها كان كمن تعلم تفسير جميع الكتب المنزلة.
ولذا قال السيوطي: افتتح سبحانه كتابه بهذه لأنها جمعت مقاصد القرآن، ولذلك كان من أسمائها أم القرآن وأم الكتاب (¬3).
ولهذا فإن تقسيم الصحابة كان بالسور، فعن أوس بن حذيفة أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فسمع من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يحزّب القرآن، قال: فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تحزبون القرآن فقالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده (¬4).
ولما ظهر عد الآيات والكلمات في عهد الصحابة، ظهر تحزيب جديد بالعواشر
¬__________
(¬1) البرهان (1/ 255)، وفنون الأفنان لابن الجوزي (236، 237).
(¬2) مفتاح السعادة (3295).
(¬3) أسرار ترتيب القرآن (73).
(¬4) رواه ابن ماجة في كتاب الإقامة، باب في كم يستحب أن يختم (1/ 427، 428).