كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وكان ابن سيرين يكره تسمية (الحواميم)، ويقول: إنما هي (آل حم) (¬1).

الأداء:
ولم تقتصر همة التابعين على إتقان الرسم، ومعرفته، بل هدى ذلك إلى الأداء، فكان الحسن يكره القراءة بالألحان.
واهتموا كذلك بالوقف والابتداء، فعن الشعبي قال: إذا قرأت: {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ} (¬3) فلا تسكت حتى تقرأ: {وَيَبْقى َ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (¬4).
وفي قوله تعالى: {لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} (¬5)، جاء أن سعيد بن جبير كان يستحب أن يسكت على {بِكْرٌ}، ثم يقول: {عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ} (¬6).
وعن عبد الله بن أبي الهذيل (تابعي كبير) قال: كانوا يكرهون أن يقرءوا بعض الآيات، ويدعوا بعضها (¬7).
يريد أنهم كانوا يقفون على كل آية (¬8).
ولشدة حرصهم على التلقي كانوا يتحرون في لفظ القراءة ألا تنسب لرجل لأن القرآن كلام الله، قال النخعي: كانوا يكرهون أن يقولوا: قراءة عبد الله، وقراءة سالم، وقراءة أبي، وقراءة زيد، بل يقال: فلان كان يقرأ بوجه كذا، وفلان كان يقرأ بوجه
¬__________
(¬1) البرهان (1/ 444).
(2) زاد المعاد (1/ 134).
(¬3) سورة الرحمن: آية (26).
(¬4) الدر المنثور (7/ 698)، وصحح إسناده في الإتقان (1/ 110).
(¬5) سورة البقرة: آية (68).
(¬6) الدر المنثور (1/ 190).
(¬7) الإتقان (1/ 115).
(¬8) الإتقان (1/ 115).

الصفحة 1148