كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

كذا (¬1).
وفي أوجه الأداء أيضا حدث الأعمش، عن إبراهيم قال: كانوا يرون أن الألف والياء في القراءة سواء، قال: يعني بالألف والياء: التفخيم والإمالة (¬2).
وجاء في باب الإدغام بعض نقل عن الحسن، والأعمش (¬3).
وبعد هذا كله، فقد حاولت فيما سبق إبراز جهود التابعين في بيان أصول التفسير، والتي اعتمد عليها من جاء بعدهم في تأسيس الكثير من علوم القرآن، وقد بقي من ذلك جملة كبيرة في أنواع أخرى غير ما تقدم ذكره، وإن كانت النقول عنهم أقل مما سبق في الجملة، ولكن لإتمام الفائدة أذكر بعض الأنواع التي لم يتقدم لها ذكر، مع إشارة لبعض الآثار عن التابعين فيها، فمن ذلك:

معرفة الحضري والسفري مما نزل:
ففي قوله تعالى: {وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا} (¬4).
فعن الزهري أنها نزلت في عمرة الحديبية (¬5)، وعن السدي: أنها نزلت في حجة الوداع (¬6).
وعن محمد بن كعب القرظي قال: نزلت سورة المائدة في حجة الوداع فيما بين مكة، والمدينة (¬7).
¬__________
(¬1) الإتقان (1/ 109)، ونقل عن النووي أن الصحيح أنه لا يكره.
(¬2) الإتقان (1/ 120).
(¬3) ينظر في الإتقان (1/ 123).
(¬4) سورة البقرة: آية (189).
(¬5) الإتقان (1/ 24).
(¬6) الإتقان (1/ 24).
(¬7) فضائل القرآن لأبي عبيد (128)، والإتقان (1/ 25)، والدر المنثور (3/ 3)، وفتح القدير (2/ 3).

الصفحة 1149