كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

وعن السدي، عن أبي مالك قال: كل ما في القرآن (فلولا)، فهو فهلّا، إلا حرفين في يونس: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} (¬1)، يقول: فما كانت قرية، وقوله: {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} (¬2).
وفي فهم التابعين للتبعيض من (من) جاء عن مجاهد أنه قال: لو قال إبراهيم:
فاجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لزاحمتكم عليه الروم وفارس (¬3).

ومن معرفة إعراب القرآن:
جاء عن الحسن أنه قيل له: يا أبا سعيد، الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن المنطق، ويقيم بها قراءته، قال: يا ابن أخي تعلمها، فإن الرجل يقرأ الآية فيعي بوجهها فيهلك فيها (¬4).
وجاء عنهم ترجيح بعض القراءات، وسبق بيانه (¬5).

ومن موهم الاختلاف في القرآن:
ما جاء عن السدي في الجمع بين نفي المسألة يوم القيامة في قوله: {فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} (¬6)، وإثباتها في قوله: {فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى َ بَعْضٍ}
¬__________
(¬1) سورة يونس: آية (98)، وينظر الإتقان (1/ 228)، والزيادة والإحسان (1/ 327) النوع (144) تحقيق: خالد اللاحم، وأورده السيوطي في الدر، وعزاه لابن أبي حاتم، عن أبي مالك بنحوه (4/ 391).
(¬2) سورة الصافات: آية (143).
(¬3) الإتقان (1/ 231)، والزيادة والإحسان (1/ 343) النوع (144) تحقيق: خالد اللاحم.
(¬4) الإتقان (1/ 235)، والزيادة والإحسان (2/ 456) النوع (33) تحقيق: محمد صفا.
(¬5) في مبحث منهجهم في القراءات ص (748) من هذه الرسالة.
(¬6) سورة المؤمنون: آية (101).

الصفحة 1154