كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

{يَتَسَاءَلُونَ} (¬1)، فقد جاء عنه أن نفي المسألة عند تشاغلهم بالصعق والمحاسبة والجواز على الصراط، وإثباتها فيما عدا ذلك (¬2).

ومن دلالة المنطوق:
ما حكي عن محمد بن كعب القرظي: في إباحة صوم الجنب استدلالا بالإشارة في قوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلى َ نِسَائِكُمْ} (¬3) إذ إباحة الجماع إلى طلوع الفجر تستلزم كونه جنبا في جزء من النهار (¬4).

وفي بيان كنايات القرآن:
جاء عن مجاهد في قوله تعالى: {يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ} (¬5).
قال: يعني أستاههم، ولكن الله يكني (¬6).

وفي معرفة إيجاز القرآن والإطناب:
جاء عن مجاهد في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} (¬7)، ثم وقف فقال: إن الله جمع لكم الخير كله والشر كله في آية واحدة، فو الله ما ترك العدل والإحسان من طاعة الله شيئا إلا جمعه، ولا ترك الفحشاء والمنكر والبغي من
¬__________
(¬1) سورة الصافات: آية (50).
(¬2) الإتقان (2/ 36)، والزيادة والإحسان (ق / 138/ أ) النوع (105)، والدر المنثور (6/ 116)، وفتح القدير (3/ 501).
(¬3) سورة البقرة: آية (187).
(¬4) الإتقان (2/ 42)، والزيادة والإحسان (ق / 136/ أ) النوع (102).
(¬5) سورة الأنفال: آية (50).
(¬6) الإتقان (2/ 62)، الدر المنثور (4/ 81)، وفتح القدير (2/ 318).
(¬7) سورة النحل: آية (90).

الصفحة 1155