كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

معصية الله شيئا إلا جمعه (¬1).
ويوضح ابن شهاب ذلك في معنى حديث الشيخين: «بعثت بجوامع الكلم» (¬2)
قال: بلغني أن جوامع الكلم أن الله يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد، والأمرين ونحو ذلك (¬3).

ومن بدائع القرآن:
في معرفة اللف والنشر بأن يؤتى بلفظ يشتمل على متعدد ثم يذكر أشياء على عدد ذلك، كل واحد يرجع إلى واحد من المتقدم، ويفوض إلى عقل السامع رد كل واحد إلى ما يليق به (¬4).
جاء عن مجاهد في {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدى َ} (¬5)، {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ} (¬6)، فسّر السائل بالسائل عن العلم، فناسب أن يرجع إلى قوله: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا} (¬7).

ومن العلوم المستنبطة من القرآن:
جاء عن الحسن أنه قال: أنزل الله مائة وأربعة كتب، وأودع علومها أربعة منها:
التوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان، ثم أودع علوم الثلاثة الفرقان، ثم أودع علوم القرآن المفصل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب، فمن علم تفسيرها كان كمن علم
¬__________
(¬1) شعب الإتقان (2/ 71)، والدر المنثور (5/ 160)، وفتح القدير (3/ 189).
(¬2) رواه البخاري في كتاب التعبير، باب المفاتيح في اليد، ينظر الفتح (12/ 400) 7013، ورواه مسلم في كتاب المساجد (1/ 371) 523.
(¬3) الإتقان (2/ 71).
(¬4) الإتقان (2/ 120).
(¬5) سورة الضحى: آية (7).
(¬6) سورة الضحى: آية (10).
(¬7) الإتقان (2/ 120)، وزاد المسير (9/ 160).

الصفحة 1156