كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

وكذبكم بما تقولون (¬1).
وعند قوله سبحانه: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} (¬2)، وقد أشكل تفسير الآية مع آيات أخرى، منها خلق الأرض قبل ذلك، فأجاب عنه بقوله: {بَعْدَ ذَلِكَ} مع ذلك (¬3).
وعند قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} (¬4) وجه إشكال قبول استغفار المشركين، وكونه دافعا للعذاب عنهم، مع أنهم على الشرك، بقوله: علم أن في أصلابهم من سيستغفر (¬5).
وعند قوله تعالى: {هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ} (¬6)، أشكل ظاهر هذه الآية، فقيل: كيف يدعو نبي الله هؤلاء الفسقة إلى بناته بدل ضيوفه؟! فوجّه الإشكال وبيّن المراد بقوله: أمرهم أن يتزوجوا النساء لم يعرض عليهم سفاحا (¬7).
والأمثلة الواردة عنه في هذا كثيرة (¬8).
¬__________
(¬1) تأويل مشكل القرآن (373)، وتفسير عبد الرزاق (2/ 203)، وتفسير ابن كثير (7/ 229)، وتفسير الماوردي (5/ 241)، وتفسير ابن عطية (14/ 278)، والبحر المحيط (8/ 28)، وزاد المسير (7/ 331)، وتفسير القرطبي (16/ 79).
(¬2) سورة النازعات: آية (30).
(¬3) تأويل مشكل القرآن (68)، وتفسير الطبري (30/ 46)، وكتاب الأسماء والصفات للبيهقي (2/ 123)، وتفسير الماوردي (6/ 199)، وتفسير ابن عطية (16/ 225).
(¬4) سورة الأنفال: آية (33).
(¬5) تأويل مشكل القرآن (72)، وتفسير البغوي (2/ 246)، وتفسير ابن عطية (8/ 54)، وزاد المسير (3/ 351)، وتفسير القرطبي (7/ 253).
(¬6) سورة هود: آية (78).
(¬7) تفسير الطبري (15/ 414) 18376.
(¬8) لمزيد من الأمثلة يراجع تفسير الطبري الآثار: 2317، 2318، 4136، 6771، 7123، 7342، 7343، 7346، 7347، 7348، 7614، 7615، 13050، 13080، 14334،

الصفحة 117