كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

ولعل هذه أبرز النتائج الخاصة والعامة التي خرجت بها فيما يتعلق بأئمة التفسير، والله أعلم.

3 - المصادر والمناهج:
أما المصادر فقد سبق ذكر النتائج المتعلقة بها عند سرد النتائج الخاصة المتعلقة بأئمة التفسير، وكذا منهجهم في الإسرائيليات. وأما سائر المناهج فقد اختلفت مناهجهم بالنسبة لتحملهم القراءة وضبطها، والاعتماد على القراءات التفسيرية الشاذة، فقد لاحظت اهتمام أهل المدينة عموما بإقامة حرف القراءة، وكذلك كان الكوفيون.
وقد اشتهر الحسن البصري بالقراءات التفسيرية، وهو أكثر من ورد عنه ذلك، يليه في ذلك مجاهد ولا سيما بعد ما رحل إلى العراق، في حين لم يرد عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في ذلك إلا سبع روايات فقط، ولذا قلّ المنقول من القراءات في التفسير عن المدنيين.
وقد لاحظت أيضا أن الحرج بالنسبة للقراءات الشاذة كان قليلا عند الصحابة، وأن ذلك زاد في عصر التابعين، ولا سيما المتأخرون منهم.
وكان التابعون يوجهون القراءات ويرجحون بينها، مما يدل على عنايتهم بها، وكذلك يفرقون بين ناسخها ومنسوخها، ويبنون على ذلك الأحكام كما تقدم تفصيله.
أما منهجهم في آيات الاعتقاد والصفات، فقد تبين لي أن السلف كانوا على قول واحد في ذلك، وأن أئمة التفسير من التابعين لم تظهر منهم مخالفات واضحة لهذا المنهج السلفي العام الذي كان في جيل الصحابة والأئمة بعدهم، ولذا كثر إنكارهم على أهل البدع والأهواء، ونقلت نصوصهم في ذلك.
فأما الأسماء والصفات فلم يكن عند السلف تأويل في ذلك، والحمد لله، وكذا
كان حال أئمة التفسير من التابعين، وقد بحثت الآثار التي احتج بها أهل التحريف والتأويل، وبينت أنها لا تدل على ما ادعاه المبطلون.

الصفحة 1177