فأما الأسماء والصفات فلم يكن عند السلف تأويل في ذلك، والحمد لله، وكذا
كان حال أئمة التفسير من التابعين، وقد بحثت الآثار التي احتج بها أهل التحريف والتأويل، وبينت أنها لا تدل على ما ادعاه المبطلون.
وأما مسألة رؤية الله في الآخرة، فمع أنني وجدت عن مجاهد روايات تثبتها إلا أن الروايات التي جاءت عنه في إنكارها أكثر وأشهر وأصح، لذا فلا غضاضة أن نقول بخطئه فيها، ونستغفر له في ذلك، علما أن النصوص عن غيره من الأئمة كلها متفقة على إثباتها، والحمد لله.
وفي باب الإيمان رأيت اتفاقهم على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص، إلا أن الفكر الإرجائي كان قد انتشر في البلاد، ولا سيما الكوفة، ولذا كثر تحذير الأئمة الكوفيين منه، وكذلك كان موقفهم من بدعة التكفير.
وأما القدر فقد اختصت به البصرة، وقد لاحظت روايات عديدة عن قتادة تتهمه بالقدر، إلا أنني وجدت ما يخالفها، فبحثت المسألة وأثبت الروايات كلها، وخلصت إلى أنه ربما كان آخر أمره إثبات القدر على مذهب أهل السنة.
وأما الحسن فقد توصلت إلى أن ما رمي به من ذلك إفك ليس بصحيح، فلم يكن على مذهب القدرية، بل هو في ذلك من أئمة السنة.
وبحثت بعد ذلك موقفهم من التشيع، وبينت تأثر السدي به في بعض تفسيراته، وبينت أن كثيرا ممن قيل عنه بالتشيع كان معناه حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه أو تقديمه على عثمان، ولم يكن التشيع الوارد عنهم بمعنى الرفض.
ثم بينت بعد ذلك أثر بعض الفرق في تفسير التابعين، وكيف أن التابعين لم يحملوا عن الخوارج، حاشا عكرمة الذي اتهم بذلك.
وقد لاحظت بعد ذلك أثر التوحيد في تفسير التابعين، وأنه وردت روايات كثيرة في تفسير الآيات الجوامع بأنها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله).