كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 2)

* بينت أن الاختلاف بين التابعين كان من باب اختلاف التنوع، وأن ما كان منه من
اختلاف التضاد كان قليلا، ومع قلته وندرته لم يكن من باب الاختلاف العقدي والمذهبي.
* تجلت لي عدة مميزات ميزت تفسير التابعين، لعل أبرزها الاستقلالية التي ظهرت في تفاسيرهم، فليسوا مقلدة لشيوخهم، بل كانوا يتبعون ما يظهر لهم أنه الحق، ومن هنا استفيدت منزلة تفسير التابعين عن أهل العلم.
* وبالنسبة لأثر تفسير التابعين في كتب التفسير عند أهل السنة، فقد خرجت بنتائج عدة، لعل أهمها هو: خلو كثير من الآيات القرآنية عن التفسير بالمأثور عن النبي، أو الصحابة، أو تابع التابعين، ولم يكن هناك إلا تفسير التابعين فقط، مما يدل على أهميته في كتب التفسير.
* أما كتب التفسير عن غير أهل السنة، فكان كثير من الأقوال ينسبونها للتابعين، وهي موضوعة عليهم لا شك في ذلك، وربما اعتمدوا أقوالهم ووجهوها توجيها يقلب معانيها، لا سيما ما جاء في كتب الشيعة.
* وأما أثر التابعين في كتب أصول التفسير فقد ظهر لي فيها عدة نتائج أن أقوال التابعين كانت الأساس لوضع نواة هذه العلوم، ولا سيما في معرفة المكي والمدني والنسخ والأمثال، وقد بحثت ذلك بحثا مستفيضا، مبينا أثرهم في جل علوم القرآن، وأصول التفسير.
وبعد: فإني أحمد الله، وأشكره على ما أنعم به عليّ من إتمام بحثي هذا، وأرجو أن أكون قد وضعت فيه لبنة في الطريق، مع اعترافي بقلة البضاعة والعجز، وحسبي أني بذلت غاية جهدي، فإن وفقت إلى الصواب، وتحقق من بحثي ما أرجو، فذلك بفضل الله ومنّه، وإن جانبت الصواب، وحصل الزلل في كله أو بعضه، فعزائي أني لم أكن لهذا
الفعل قاصدا، وما هو إلا من نفسي والشيطان، وأبي الله العصمة إلا لكتابه.

الصفحة 1180