كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

وليست للاستئناف.
وأما الأكثرون من الصحابة والتابعين وأتباعهم فذهبوا إلى أن الواو للاستئناف (¬1).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وهذا الذي حمل مجاهدا، ومن وافقه كابن قتيبة (¬2)
على أن جعلوا الوقف عند قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} فجعلوا الراسخين يعلمون التأويل لأن مجاهدا تعلم من ابن عباس تفسير القرآن كله، وبيان معانيه، فظن أن هذا هو التأويل المنفي عن غير الله (¬3).

سادسا: كليات القرآن:
حرص رحمه الله على استقصاء الألفاظ القرآنية، مع إيضاح ما دلت عليه، وإدراج المتشابه منها في صعيد واحد، سواء اتحد لفظه ومعناه، أو اتحد اللفظ واختلف المعنى، وهو ما يعرف بعلم الأشباه والنظائر، أو كليات القرآن، ومن أمثلة ذلك:
قوله: كل ظن في القرآن يقين {إِنِّي ظَنَنْتُ}، {وَظَنُّوا} (¬4)، وعنه أيضا: كل ظن في القرآن فهو علم (¬5).
ومنها قوله: كل ما كان في القرآن «كذا، فمن لم يجد فكذا» فالأول فالأول، وكل ما كان في القرآن «أو كذا» «أو كذا» فهو فيه بالخيار (¬6).
¬__________
(¬1) الإتقان (2/ 7).
(¬2) في المشكل (100).
(¬3) مجموع الفتاوى (13/ 284).
وقد ذكر شيخ الإسلام في موضع آخر تعليقا على هاتين القراءتين فقال: وكلتا القراءتين حق، ويراد بالأولى (أي: الاستئناف) المتشابه في نفسه الذي استأثر الله بعلم تأويله، ويراد بالثانية (أي العاطفة) المتشابه الإضافي الذي يعرف الراسخون تفسيره اه. مجموع الفتاوى (17/ 381).
(¬4) تفسير الطبري (2/ 19) 862، وتفسير ابن كثير (1/ 126).
(¬5) المرجع السابق (2/ 19) 863.
(¬6) المرجع السابق (4/ 75) 3380.

الصفحة 120