كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

ثم لاح لي أن أضيف إلى ذلك الإحصاء جمع تفسير مشاهير الصحابة كابن عباس، وابن مسعود، وغيرهم من الصحابة، وزدت على ذلك استخراج تفسير مشاهير أتباع التابعين: كالضحاك، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وذلك لتمييز مدارس المفسرين ومعرفة طبقاتهم في القرون المفضلة، وبيان خصائص كل مدرسة مع إبراز منزلة تفسير التابعين.

المرحلة الثانية:
قمت بعد استخراجي لكل أثر جاهدا في تصنيفه وتبويبه، فما كان منه في تفسير القرآن بالقرآن بينته، وما كان منه في بيان القرآن بالسنة وضحته، وكذا ما كان بقول الصاحب، وما جاء من ذلك في أسباب النزول، أو الرواية عن أهل الكتاب، أو الاعتماد على لغة العرب، أو بيان مشكل، أو حكم فقهي، إلى غير ذلك من الأنواع، مع الإشارة عند كل أثر إلى من رواه، وبيان المكرر من الروايات.
وبعد هذا قمت بجمع ما تحصل من تلك الأنواع، وبأي الأبواب كانت عناية ذلك التابعي، وكثرة درايته.
وحرصا على تأكيد ما توصلت إليه في ذلك الجمع عكفت على دراسة الكتب المصنفة في أبواب مفردة في علوم القرآن، كأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وكتب المبهمات والمعرب في القرآن وغيره، فسجلت ما تعلق بكل نوع منها، ومن أكثر التابعين تعرضا لهذه الأنواع:
وقد استغرق العمل في هاتين المرحلتين حولين كاملين، وقاربت الأوراق التي جمعت فيها تلك التفاسير وصنفت خمسة آلاف ورقة، كل ذلك بعد تتبع دقيق لما يقارب أربعين ألف أثر عند ابن جرير.

الصفحة 17