كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

الطلاق (¬1).
وإذا جئنا إلى عطاء ألفيناه إماما في فقه المناسك، وشاهد ذلك وفرة المروي عنه فيها (¬2).
ثانيا: تميز بعض التابعين بالبروز في أصل من أصول التفسير، فأكثر من الاعتماد عليه.
فهذا عكرمة فاق غيره من التابعين في رواية أسباب النزول (¬3)، وكان لمجاهد قصب السبق في التعرض لمشكل القرآن (¬4).
وأما تفسير القرآن بالسنة فقد أكثر فيه قتادة، والحسن، وسبقا غيرهما فيه (¬5).
¬__________
(¬1) ذكر الأئمة أن سعيدا من أعلم التابعين بالطلاق، وبعد رجوعي لتفسيره وجدت أن ما يزيد على ثلث تفسيره كان حول آيات الأحكام، وكان نصيب مسائل الطلاق وأحكام النكاح النصيب الأوفى حيث بلغ (70، 0) من مجموع تلك الروايات.
(¬2) كانت حال عطاء قريبة مما ذكر عن حال سعيد بن المسيب فعطاء اشتغل في تفسيره كثيرا بتأويل آيات الأحكام، وخصوصا ما تعلق بأحكام المناسك، وكان الأوزاعي يقول: ذهب عليهم عطاء بالمناسك، والمروي عنه في تأويل آيات الأحكام بلغ (33، 0) من مجموع تفسيره، (60، 0) منها في تأويل آيات الحج.
(¬3) هو أكثر التابعين على الإطلاق اعتمادا على أسباب النزول في تفسيره حيث بلغ نسبة إيراده للأسباب في تفسيره (14، 0) في حين كانت نسبة المروي عن ابن جبير وقتادة (07، 0) من مجموع تفسيرهما، ولم تزد هذه النسبة عند مجاهد وعطاء عن (05، 0) وعند الحسن عن (03، 0) من مجموع تفسيرهم.
(¬4) اتضح لي هذا بعد مراجعة الآيات المشكلة في ظاهرها، فوجدت أكثر من تعرض لها بالبيان والتفسير مجاهدا، ورجعت إلى من كتب في المشكل كابن قتيبة فوجدت ما يؤيد الذي توصلت إليه.
(¬5) بعد مراجعة تفسير الطبري وجدت أن قتادة اعتمد على التفسير النبوي في (200) موضع من تفسيره، وجاء بعده الحسن حيث قال بالتفسير النبوي في (81) موضعا من تفسيره.
بينما نجد مجاهدا اعتمد التفسير النبوي في (25) موضعا فقط، وعكرمة في (9) مواضع، وابن جبير في (22) موضعا، وعطاء في (10) مواضع

الصفحة 21