كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

والطريقة، وكلاهما ممن تتلمذ على يد حبر الأمة ابن عباس رضي الله عنهما (¬1).
خامسا: قد انكشف لي أن بعض التابعين ليس له في التفسير من أثر إلا العناية بالرواية عن شيوخه، ومن أبرز هؤلاء: الربيع بن أنس الذي نقل جل تفسيره عن شيخه أبي العالية، ولم يجاوزه، ومثله السدي الذي قال بقول ابن عباس ورواه ولم يتعداه (¬2).
سادسا: لاحظت اهتمام مفسري الأثر من الأئمة بإيراد أقوال التابعين أكثر من غيرهم، حتى إن كثيرا منهم كان معظم ما رواه هو من أقوالهم (¬3).
سابعا: تتبعت أسانيد الروايات المأثورة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن مشاهير الصحابة، وعن التابعين وأتباعهم، فوجدت أن أقوى الأسانيد وأصحها ما جاء عن التابعين كمجاهد، وقتادة (¬4).
ثامنا: ويجدر بي أن أذكر أن هناك نتائج مهمة أخرى وقفت عليها من خلال البحث أشير إليها إشارة سريعة، منها: أن التقارب المكاني بين البصرة والكوفة لم يكن
¬__________
(¬1) انظر تفصيل هذا المبحث في فصل أشهر رجال مدارس التفسير عند ترجمة أبي العالية ص (288)، وسعيد بن جبير ص (137)، والسدي ص (299).
(¬2) يأتي بيان ذلك مفصلا عند الحديث عن تلاميذ المدرسة البصرية.
(¬3) فهذا سفيان الثوري اعتمد على تفسير التابعين في أكثر من (56، 0) من مجموع تفسيره، وهذا عبد الرزاق الصنعاني أكثر من النقل والرواية عنهم حتى إن تفسيرهم بلغ ما يزيد على (65، 0) من مجموع تفسيره.
وكان جل المأثور عند ابن جرير الطبري، وابن أبي حاتم في تفسيرهما هو من أقوال التابعين حيث زادت نسبة ما جاء من روايتهم عن (60، 0) من مجموع تفسيرهما.
(¬4) فالطريق إلى مجاهد وقتادة وهما من أكثر التابعين تعرضا للتفسير حيث زاد مجموع ما جاء عنهما عند الطبري على (11488)، رواية أقوى سندا من المروي عن ابن عباس، وهو من أكثر الصحابة تفسيرا إذ بلغ مجموع ما جاء عنه في تفسير الطبري (5809) رواية، وسوف يأتي تفصيل ذلك في مبحث قيمة المروي عنهم رواية ص (918).

الصفحة 23