كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

ومع هذا الجهد المضني في الجمع، والتثبت، والتمحيص، والصياغة، إلا أن الله يأبى العصمة لكتاب غير كتابه، يقول الإمام الشافعي: لقد ألفت هذه الكتب ولم آل فيها، ولا بد أن يوجد منها الخطأ لأن الله تعالى يقول: {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافاً كَثِيراً} (¬1)، فما وجدتم في كتبي هذه مما يخالف الكتاب والسنة فقد رجعت عنه (¬2).
وصدق من قال:
كم من كتاب قد تصفحته ... وقلت في نفسي أصلحته
حتى إذا طالعته ثانيا ... وجدت تصحيفا فصححته
وفي الختام: أتوجه بدعائي وخالص ثنائي لخالقي ورازقي، فالحمد لله الذي بفضله تتم الصالحات، وأثني بالشكر لمن كانا السبب في وجودي بعد الله، امتثالا لأمر الله {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}، فأسأل الله العلي القدير، أن يغفر لهما ويرحمهما كما ربياني صغيرا.
كما أتوجه بالشكر وعاطر الثناء لأستاذي وشيخي الفاضل الأستاذ الدكتور: سعود ابن عبد الله الفنيسان الذي أشرف عليّ في رحلة الدكتوراة والذي أفادني من علمه الجم، فهذه الرسالة، وما فيها من جهد وتوفيق، فالفضل لله أولا ثم لتوجيهات أستاذي متعه الله بالصحة والعافية، وأسأل الله أن يمدّ في عمره، ويبارك في ولده، فجزاه الله عني خير الجزاء.
كما لا يسعني إلا مواصلة الشكر الجزيل لجامعتي المباركة: جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، التي أتاحت لي الفرصة لإكمال دراستي الجامعية، وما بعدها من
¬__________
(¬1) سورة النساء آية (82).
(¬2) المقاصد الحسنة (15).

الصفحة 25