كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

المسندة، سواء من المرفوع، أو الموقوف على الصحابة، أو المقطوع عن التابعين (¬1).
ورجح البعض أن مفهومه ينحصر في التفسير النقلي عن المصطفى صلى الله عليه وسلم، والصحابة (¬2)، أو قاله كبار التابعين متلقى من الصحابة، وصح سنده (¬3).
وأورد بعض من قال بهذا القول الخلاف في مسألة إدخال تفسير التابعين، ومال إلى عدم ذلك مستدلا بأنهم لم يشاهدوا عصر النبي صلى الله عليه وسلم، فيغلب على الظن أن تفسيرهم من قبيل الرأي، والاجتهاد، وأنهم مع عنايتهم الشديدة بالنقل عن الصحابة قد أكثروا من النقل عن أهل الكتاب (¬4).
وذهب البعض الآخر إلى أكثر من ذلك، فقصر التفسير بالمأثور على ما كان متعلقا بالسماع عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الأقوال المنقولة عن الصحابة والتابعين مما يتصل بالاجتهاد، والاستنباط فليست من التفسير بالمأثور (¬5).
وفي ذلك يقول الشيخ محمد الصباغ: إن الرأي الصحيح أن ما جاء عن الصحابة، والتابعين العدول فيما ليس من باب الاجتهاد والاستنباط، وإنما هو متوقف على السماع من النبي صلى الله عليه وسلم يعتبر من التفسير بالمأثور، وهو ملزم إن صح سنده، وأما المنقول عنهم مما يتصل بالاجتهاد والاستنباط، فليس من المأثور (¬6).
¬__________
القرآن (112)، وكتاب اللآلئ الحسان (344)، وكتاب في علوم القرآن دراسات ومحاضرات (157) وكتاب مناهج المفسرين من العصر الأول إلى العصر الحديث (69).
(¬1) مقدمة كتاب العجاب في بيان الأسباب، عن كتاب الدر المنثور (8/ 699).
(¬2) مدخل إلى علوم القرآن والتفسير (217، 223)، وأصول التفسير وقواعده (111)، وعلوم القرآن مدخل إلي تفسير القرآن وبيان إعجازه (403، 404).
(¬3) مباحث في علوم القرآن (347).
(¬4) دراسات إسلامية في علوم القرآن د. شكر محمد أحمد، د. محمد مصطفى النجار (59، 61)، ومناهل العرفان (1/ 481).
(¬5) علوم القرآن مدخل لتفسير القرآن (403)، دراسات في التفسير وأصوله (46).
(¬6) لمحات في علوم القرآن، واتجاهات التفسير (180).

الصفحة 32