كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

الزهري (¬1).
والتفسير في مرحلته الأولى اتخذ شكل الحديث، بل كان جزءا منه، وبابا من أبوابه، ومن المعلوم أن الحديث كان هو المادة الواسعة التي شملت جميع المعارف، والعلوم الشرعية لأنه يقوم على الرواية التي هي الأصل في نقل جميع العلوم الدينية (¬2).
وقد تبع مرحلة التدوين، مرحلة التصنيف، والتي بدأها ابن جريج المكي (¬3)، الذي يعد من أول من صنف الكتب (¬4)، وله كتاب في التفسير (¬5).
وابن أبي عروبة والذي يعد من أول من صنف في العراق، وله تفسير القرآن والسنن (¬6).
ثم جاء بعدهم سفيان بن سعيد الثوري، والإمام الأوزاعي، بالشام، ومعمر بن راشد باليمن (¬7).
¬__________
(¬1) جامع بيان العلم وفضله (1/ 88).
(¬2) بتصرف، ينظر علوم القرآن د. عدنان زرزور (404).
(¬3) وابن جريج هو عبد الملك بن عبد العزيز المتوفى سنة (150هـ)، وقد حفظ بتصنيفه هذا تراث المدرسة المكية لأنه من أكثر الرواة لتفسير عطاء، وعكرمة، وهو ثاني أصحاب مجاهد، وسيأتي تفصيل ذلك ص (453).
(¬4) تاريخ بغداد (10/ 400).
(¬5) الفهرست (282)، والتهذيب (2/ 205)، (4/ 244)، ودراسات في الحديث النبوي (1/ 286).
(¬6) هو سعيد بن أبي عروبة البصري المتوفى سنة (156) هـ، ينظر: الفهرست (283)، وفتح الباري (9/ 464)، ودراسات في الحديث (1/ 254).
(¬7) المحدث الفاصل (611)، وتدريب الراوي (1/ 89)، ومعمر بن راشد كان لانتقاله من البصرة إلى اليمن، وتدوينه العلم بها، أثره البالغ في إكثار عبد الرزاق من آثار وأقوال البصريين، لا سيما ما جاء عن قتادة والحسن، وسيأتي ذلك مفصلا في أثر المدرسة البصرية على بقية المدارس ص (504).

الصفحة 39