كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

الفصل الأول المراد بالتابعي، وحكم تفسيره

المبحث الأول المراد بالتابعي
التابع ويقال: التابعي، وكذا التبع، ويجمع عليه أيضا كذا على أتباع (¬1).
اختلف العلماء في حده، وتعريفه:
فذهب الخطيب البغدادي إلى أن التابعي من صحب الصحابي (¬2). فلا يكفي عنده مجرد اللقي، بل لا بد من شرط زائد وهو وجود الصحبة بينهما.
ومال ابن كثير (¬3) إلى قول الخطيب لأنه ذهب إلى تعليل اشتراط الصحبة، وعدم الاكتفاء باللقي.
فتبين أن أهل هذا القول لم يكتفوا بمجرد رؤية التابعي للصحابي، كما اكتفوا بذلك حين قرروا أن رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم كافية لمن آمن به ثم مات على ذلك في إطلاق اسم الصحابي عليه (¬4) لأن هنالك فرقا فرؤيته صلى الله عليه وسلم لها أثرها في النفس، والسلوك.
¬__________
(¬1) فتح المغيث (3/ 140)، وفتح الباقي (3/ 45).
(¬2) الكفاية (59).
(¬3) اختصار علوم الحديث (201).
(¬4) صحيح البخاري أول كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (4/ 188)، والإصابة (1/ 3).

الصفحة 45