كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

بين أظهركم، يعني: ابن مسعود (¬1).
وعن مسروق قال: قال عبد الله رضي الله عنه: والله الذي لا إله غيره، ما أنزلت سورة من كتاب الله إلا أنا أعلم أين أنزلت، ولا أنزلت آية من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أنزلت، ولو أعلم أحدا أعلم مني بكتاب الله تبلغه الإبل لركبت إليه (¬2).
وقد كتب عمر بن الخطاب لأهل الكوفة أني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميرا، وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا، وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلّم من أهل بدر فاسمعوا، وقد جعلت ابن مسعود على بيت مالكم، فاسمعوا، وتعلموا منهما، واقتدوا بهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي (¬3).
وعن مسروق قال: كان عبد الله وحذيفة وأبو موسى الأشعري في منزل أبي موسى، فقال حذيفة: أما أنت يا عبد الله بن مسعود، فبعثت إلى أهل الكوفة معلما، فأخذوا من أدبك، ولغتك، ومن قراءتك (¬4).
ولقد كان لهذا المعلم الأثر البالغ في نفوس أصحابه الملازمين له أو من جاء بعدهم، فقد توجهت المدرسة متأثرة بأستاذها للعلوم التي أكثر منها وفيها.
¬__________
(¬1) مسند أحمد (1/ 464)، وطبقات ابن سعد (2/ 343)، والمعرفة (2/ 541)، والمعجم الكبير (9/ 92).
(¬2) رواه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم، ينظر الفتح (9/ 47) 5002، ومسلم في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله (4/ 1913) 2463، وأحمد في مسنده (1/ 421)، وابن أبي داود في المصاحف (21، 23)، والخطيب البغدادي في الرحلة في طلب الحديث (95).
(¬3) المستدرك (3/ 388)، والمعرفة (2/ 533، 542)، والمعجم الكبير (9/ 85)، وأسد الغابة (3/ 388).
(¬4) المصاحف لابن أبي داود (21).

الصفحة 461