كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

فافعل (¬1).
وكان ينهى عن كثرة التحديث (¬2)، وكان يحدث في الشهر بالحديث والحديثين (¬3).
وعد بعض أصحابه حديثه، فلم يجاوز الخمسين حديثا (¬4).
وكان يقول رضي الله عنه: إن الذي يفتي الناس في كل شيء لمجنون (¬5).
ولما سئل رضي الله عنه عن قوله تبارك وتعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ}.
قال: والله لولا التحرج، وأني لم أسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيها شيئا، لقلت: إن العمرة واجبة مثل الحج (¬6).
وكان يقول: القرآن كلام الله، فمن قال فليعلم ما يقول على الله (¬7)، وكان رضي الله عنه ينهى عن القصص، والتكلف (¬8).
ولما سئل عن شيء قال: إني لأكره أن أحل لك شيئا حرمه الله عليك، أو أحرم ما أحله الله لك (¬9).
وعن مسروق قال: كنا عند عبد الله جلوسا، وهو مضطجع بيننا، فأتاه رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، إن قاصا عند أبواب كندة يقص، ويزعم أن آية الدّخان تجيء، فتأخذ بأنفاس الكفار، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام، فقال عبد الله وجلس
¬__________
(¬1) العلم لأبي خيثمة (113).
(¬2) المرجع السابق (133).
(¬3) سنن الدارمي (1/ 84).
(¬4) تاريخ أبي زرعة (1/ 613)، والمحدث (557).
(¬5) سنن الدارمي (1/ 61)، والعلم لأبي خيثمة (111)، والمعجم الكبير للطبراني (9/ 211).
(¬6) تفسير الطبري (4/ 13) 3213، والسنن الكبرى للبيهقي (4/ 351).
(¬7) شعب الإيمان للبيهقي (2/ 424) 2280.
(¬8) العلم لأبي خيثمة (125).
(¬9) سنن الدارمي (1/ 55).

الصفحة 464