كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

وهو غضبان: يا أيها الناس، اتقوا الله، من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم، ومن لم يعلم فليقل: الله أعلم، فإنه أعلم لأحدكم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم، فإن الله عز وجل قال لنبيه صلى الله عليه وسلّم: {قُلْ مَا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ} (¬1).

2 - الاشتغال بالقراءة:
برز ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه بين الصحابة، وسبق في علم القراءة، وقد تلقى من في رسول الله صلى الله عليه وسلّم بضعا وسبعين سورة من القرآن، فعن شقيق بن سلمة قال:
خطبنا عبد الله بن مسعود، فقال: والله لقد أخذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلّم بضعا وسبعين سورة، والله لقد علم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم أني من أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم (¬2).
وعن مسروق قال: ذكر عبد الله عند عبد الله بن عمرو، فقال: ذاك رجل لا أزال أحبّه بعد ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «استقرءوا القرآن من أربعة: من عبد الله بن مسعود فبدأ به، وسالم مولى أبي حذيفة، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل» (¬3).
¬__________
(¬1) سورة ص: آية (86)، والأثر أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب صفات المنافقين (4/ 2155) 2798، والبخاري في صحيحه مختصرا، كتاب التفسير، باب {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}، ينظر الفتح (8/ 547) 4809، ورواه البغوي بسنده عن مسروق مختصرا، ينظر تفسير البغوي (4/ 70)، وابن كثير في تفسيره (7/ 73). وأورده السيوطي في الدر، وعزاه للبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن المنذر، وابن مردويه عن مسروق بنحوه (7/ 208).
(¬2) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم، ينظر الفتح (9/ 46) 5000، وينظر طبقات ابن سعد (2/ 342، 3/ 151)، والمعرفة (2/ 537، 539)، والمستدرك (2/ 228).
(¬3) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب سالم مولى أبي حذيفة، ينظر الفتح (7/ 101) 3758. ورواه أيضا في كتاب فضائل القرآن، باب القراء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلّم بلفظ مقارب، ينظر الفتح (9/ 46) 4999، ورواه في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عبد الله بن مسعود (7/ 102) 3760، وباب مناقب معاذ بن جبل (7/ 125) 3806.
وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله (4/ 1913) 2464. وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (147)، والطبراني في المعجم الكبير (9/ 60)، وأبو

الصفحة 465