كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

وقال أبو حاتم: إنه لم يسمع منه (¬1)، وقال الترمذي: إنه لم يسمع من أحد من الصحابة (¬2).
ثم قال العراقي: وعدّه أيضا عبد الغني بن سعيد في التابعين، وعدّ فيهم يحيى بن أبي كثير، لكونه لقي أنسا، وعدّ فيهم موسى بن أبي عائشة لكونه لقي عمرو بن حريث، وعدّ فيهم جرير بن حازم لكونه رأى أنسا، وهذا مصير منهم إلى أن التابعي من رأى الصحابي (¬3).
وقد قيد ابن حبان الرؤية بأن تكون في سن من يحفظ عنه، كما صرح بذلك في ترجمة خلف بن خليفة، الذي قال البخاري فيه: يقال: إنه مات في سنة إحدى وثمانين ومائة، وبذلك جزم ابن حبان (¬4).
قال السخاوي في إيضاحه لهذا التعريف: هو اللاقي لمن قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم واحدا فأكثر، سواء كانت الرؤية من الصحابي نفسه، حيث كان التابعي أعمى أو بالعكس، أو كانا جميعا كذلك يصدق أنهما تلاقيا، وسواء كان مميزا أم لا (¬5). وختم السخاوي هذا المبحث بقوله: (مرجحا القول المكتفي باللقاء): ثم إنه قد يستأنس لهذا القول بقوله صلى الله عليه وسلم: «طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني» (¬6).
¬__________
(¬1) المرجع السابق (82)، والتبصرة (3/ 45).
(¬2) التبصرة (3/ 46).
(¬3) المرجع السابق.
(¬4) الثقات (6/ 270).
(¬5) فتح المغيث (3/ 140).
(¬6) رواه الطبراني عن عبد الله بن بسر، بزيادة: «طوبى لهم وحسن مآب».
قال نور الدين الهيثمي في المجمع (10/ 20): رواه الطبراني، وفيه بقية، وقد صرح بالسماع فزالت الدلسة، وبقية رجاله ثقات.
قال الألباني: في السلسلة الصحيحة (3/ 253) ما نصه: وقد وقفت على إسناده، أخرجه الضياء في «المختارة» (ق 113/ 2) من طريق أبي يعلى والطبراني بإسناديهما عن بقية، ثم قال:

الصفحة 47