كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

ويوسع إبراهيم النخعي نطاق التعريف بأصحاب عبد الله، فيعد من كان يقرأ، ويفتي من أصحاب عبد الله، فيقول: كان أصحاب عبد الله الذين يقرءون الناس القرآن، ويعلمونهم السنة، ويصدر الناس عن رأيهم ستة: علقمة، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وأبو ميسرة بن شرحبيل، والحارث بن قيس (¬1).
وأيد هذا القول ابن المديني، وذكر قولا لابن سيرين: أنه زاد الحارث الأعور (¬2)، وتعقبه بقوله: الحارث الأعور كان في غير طريق أصحاب عبد الله، كانت روايته ومذهبه إلى علي بن أبي طالب، وما أعلمه روى عن عبد الله إلا حديثين، مختلف عنه في أحدهما (¬3).
وبعد أن عدّ ابن المديني أصحاب عبد الله الستة قال: بعد هؤلاء الستة، كان أعلم أهل الكوفة بأصحاب عبد الله وطريقتهم ومذهبهم إبراهيم، والشعبي إلا أن الشعبي كان يذهب مذهب مسروق، يأخذ عن علي، وأهل المدينة، وغيرهم، وكان إبراهيم يذهب مذهب أصحابه (¬4).
ويقول عنهم البيهقي: هم أعلم الناس بمذهب عبد الله، وإن لم يرياه (¬5).
وإنما عرضت لبيان أشهر أصحاب عبد الله في هذا المقام لأني لم أعرج عليهم في فصل أشهر رجال مدارس التفسير، وأغفلت ذكرهم هناك لندرة المروي عنهم في مضمار التفسير، وضآلة الوارد عنهم في علم التأويل، فإنك تجد المروي عن كثير منهم في التفسير لا يكاد يجاوز الآثار العشرة. ومع هذا فسأقتطف من ترجمة كل واحد من
¬__________
(¬1) الحلية (4/ 170)، وتاريخ أبي زرعة (1/ 651)، والمعرفة (2/ 553)، والزهد لوكيع (2/ 521)، وفضائل القرآن لأبي عبيد (226).
(¬2) السير (4/ 56)، والمعرفة (2/ 557).
(¬3) العلل (43)، والمعرفة (1/ 714).
(¬4) العلل (52).
(¬5) سنن البيهقي (6/ 255).

الصفحة 471