أولئك الستة ما تدعو إليه الحاجة مضيفا نبذة من ترجمة مرة الهمذاني، لعنايته بتفسير ابن مسعود رضي الله عنه مع بيان شيء من الفوارق بينهم.
ثم أختم هذا المبحث بما يجود به الرحمن من بيان أوجه الاتفاق والاختلاف بين أعلم أهل الكوفة بعد أولئكم الستة، أعني الشعبي والنخعي (¬1).
1 - علقمة بن قيس:
هو أبو شبل: علقمة بن قيس بن عبد الله بن مالك النخعي الكوفي (¬2)، كان رحمه الله من أكبر أصحاب ابن مسعود وأنبلهم (¬3)، وهو فقيه الكوفة، وعالمها، ومقرئها (¬4)، وهو عم الأسود بن يزيد، وخال فقيه العراق إبراهيم النخعي (¬5).
هاجر في طلب العلم والجهاد، ونزل الكوفة (¬6) ولازم ابن مسعود (¬7) حتى صار من أعلم أصحابه به، وقد انتهى إلى علم ابن مسعود، ولم يجاوزه (¬8)، وعدّ من أخص أصحاب عبد الله وأبطنهم به (¬9)، وكان يقال: إذا رأيت علقمة فلا يضرك ألا ترى ابن
¬__________
(¬1) بعد مراجعتي لتفسير ابن كثير، وجدت أن أصحاب ابن مسعود الستة: مع ما روي عن مرة الهمذاني، وزر بن حبيش. هؤلاء الثمانية مجتمعون، مجموع ما روى عنهم في تفسير ابن كثير (65) أثرا فقط، منها (29) أثرا عن مسروق، والبقية يشترك فيها هؤلاء السبعة.
(¬2) طبقات خليفة (147)، والمعارف (190)، والتاريخ الكبير (7/ 41)، وطبقات ابن سعد (6/ 86).
(¬3) اللباب (3/ 304)، والتذكرة (1/ 48).
(¬4) السير (4/ 53).
(¬5) العلل لأحمد (2/ 300) 2334، وتاريخ بغداد (12/ 296).
(¬6) السير (4/ 54).
(¬7) المعرفة (2/ 553)، والكاشف (2/ 277).
(¬8) المعرفة (2/ 557)، والسير (4/ 308).
(¬9) تاريخ أبي زرعة (1/ 655)، وطبقات الحفاظ (13).