كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

وقد مرّ معنا بعض قول الشعبي في ذلك وتمامه: أحدثك عن القوم كأنك شهدتهم، كان شريح أعلمهم بالقضاء، وكان عبيدة يوازي شريحا في علم القضاء، وأما علقمة فانتهى إلى علم عبد الله لم يجاوزه، وأما مسروق فأخذ عن كلّ (¬1).
وقد أخذ التفسير عن عبد الله، وفي ذلك يقول: كان عبد الله يقرأ علينا السورة، ثم يحدثنا فيها، ويفسرها عامة النهار (¬2).
وكان رحمه الله من أكثر أصحاب عبد الله الستة نقلا عنه في التفسير (¬3)، ومن أكثرهم تعرضا للتفسير. على أن المروي عنه قليل إذا ما قورن بغيره من التابعين (¬4).
وقد غلب عليه جانب الورع في هذا العلم، فكان يحذر أصحابه من التعرض للتفسير، ويقول: اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله (¬5)، توفي رحمه الله سنة ثلاث وستين (¬6).

بين مسروق، وعلقمة:
كان هذان الإمامان من أكبر أصحاب عبد الله الملازمين له، ومن المقدمين في العلم، والفضل، ولعلي بعد هذا الإيجاز في ترجمتهما أبين بعض أوجه الاختلاف بينهما، فمن ذلك:
¬__________
(¬1) العلل لابن المديني (52)، وتاريخ أبي زرعة (1/ 655)، والمعرفة (2/ 557)، ومختصر تاريخ دمشق (24/ 245).
(¬2) تفسير الطبري (1/ 81) 84، والتذكرة (1/ 49)، والتهذيب (10/ 110).
(¬3) نقل (10، 0) من تفسير ابن مسعود، في حين جاء المروي من طريق علقمة (04، 0) فقط، وإن كان قد سبقه مرة حيث روى (25، 0)، لكني ذكرت أنه المقدم بين أصحاب عبد الله الستة.
(¬4) هو من أكثر المقلين من أصحاب عبد الله الستة أثرا وتعرضا للتفسير، فقد جاء عنه في تفسير ابن كثير (29) قولا، وعند القرطبي (103) أقوال، فيعد على قلة ما روي عنه من مكثريهم.
(¬5) فضائل القرآن لأبي عبيد (229).
(¬6) المعارف (191)، والوفيات لابن قنفذ (96)، والنجوم الزاهرة (1/ 161)، ودول الإسلام (1/ 47)، والشذرات (1/ 71).

الصفحة 475