كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

¬__________
وهو إسناد حسن، ورجاله معروفون غير اليحصبي هذا، فقد ترجمه ابن أبي حاتم (3/ 2/ 316) برواية جماعة عنه، ولم يذكر فيه جرحا، ولا تعديلا، ثم قال: والظاهر أنه وثقه ابن حبان يدل عليه كلام الهيثمي السابق.
قال كاتبه: لم يوثقه ابن حبان، بل قال: لا يحتج بحديثه ما كان من رواية بقية بن الوليد، بل يعتبر من حديثه ما رواه الثقات عنه، فتحصل مما سبق تضعيف ابن حبان له، وخاصة في رواية بقية عنه. ينظر: الثقات (5/ 377).
وأخرجه الحاكم (4/ 86) من طريق عبد الله بن بسر أيضا بزيادة: «ولمن رأى من رأى من رآني وآمن بي».
ثم قال رحمه الله: هذا حديث قد روي بأسانيد قريبة عن أنس بن مالك، وأقرب هذه الروايات إلى الصحة ما ذكرنا، وتعقبه الذهبي بقوله، قلت: جميعه واه.
وأما أسانيد الحديث إلى أنس، التي أشار إليها الحاكم فقد أخرجها الخطيب في تاريخه (3/ 49)، (3/ 306)، (6/ 200)، (8/ 258، 259) وفيها ضعف شديد، كما أشار إليه الشيخ الألباني، ثم قال: وللحديث شاهد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا به، ولكنه واه جدا، أخرجه عبد بن حميد في المنتخب من المسند (2/ 110) من طريق إبراهيم بن أبي إسحاق عن أبي نضرة عنه ثم قال: وهذا إسناد ضعيف جدا، إبراهيم هذا هو ابن الفضل، وهو متروك كما في «التقريب».
قال كاتبه: ولست أدري من أين استنبط الشيخ حفظه الله أن إبراهيم هذا هو ابن الفضل لأن إبراهيم هنا هو ابن يزيد أبو إسحاق الكوفي، كما يوضحه ما رواه البخاري في تاريخه (1/ 335) عند ترجمة إبراهيم ابن أبي يزيد أبو إسحاق الكوفي، وذكر في ترجمته روايته لهذا الحديث عن أبي نصير سمع أبا سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «طوبى لمن رآني» الحديث، وساقه بأكثر من ثلاثة طرق عن إبراهيم بن يزيد عن أبي نصير به.
وإبراهيم بن يزيد الكوفي ذكره البخاري (1/ 335)، وابن أبي حاتم في الجرح (2/ 146)، وسكتا عنه، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري، ينظر: الثقات (6/ 25).
وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير (22/ 20) 29، من طريق وائل بن حجر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
«طوبى لمن رآني ومن رأى من رآني» قال الهيثمي في المجمع (10/ 20): وفيه من لم أعرفهم.
ثم قال الشيخ الألباني: وبالجملة فالحديث حسن إن شاء الله من أجل طريق بقية التي أخرجها الضياء في المختارة.
قال كاتبه: لعل الأقرب أن الحديث حسن لغيره، بمجموع طرقه الضعيفة.

الصفحة 48