التفسير جاء من روايته ولم يتجاوز عمله هذا النقل (¬1).
توفي سنة ست أو سبع وسبعين رحمه الله (¬2).
وخلاصة القول: إن أصحاب عبد الله الملازمين له كانوا بين مقلّ، وورع متقي، أو عابد منشغل بالعبادة، وقد تقدم من بين هؤلاء علقمة ومسروق، فكانا من أعلم أصحابه، ومع كل هذا فإنه لم يرو عنهم في العلم والتفسير إلا النزر القليل، بل إنهم من أقل أصحاب المدارس رواية ودراية.
وأحسب أن مما يضاف إلى ما سبق، أنهم عاشوا في وقت مبكر والصحابة متوافرون، ولم يحتج الناس لعلمهم، فكثير منهم عاش ما بين الستين والسبعين وقليل منهم من جاوز الثمانين، أما غيرهم فإن الكثير منهم بلغ التسعين، وعاش إلى نهاية القرن الأول الهجري.
هذا بدوره مما جعلني أختار الإمامين الجليلين في الكوفة الشعبي والنخعي لأني وجدت لهم مادة تفسيرية يمكن من خلالها استخلاص شيء من مناهجهم سائلا الله عز وجل السداد والرشاد.
وسبق أن تحدثت في فصل أشهر رجال المدارس باستفاضة عن هذين الإمامين، ولعلي أختم هذا المبحث المتعلق بأصحاب عبد الله ببيان أهم أوجه الشبه والاتفاق، وأوجه الاختلاف والافتراق.
مقارنة بين الشعبي، والنخعي:
كان عامر الشعبي، وإبراهيم النخعي من أعلم الناس بمذهب عبد الله وأصحابه،
¬__________
(¬1) المروي عن طريق مرة من تفسير ابن مسعود قارب (25، 0) من مجموع تفسيره، أي (214) رواية، في حين لم يرو الذي يليه من أصحاب عبد الله، وهو مسروق إلا (10، 0) من تفسير عبد الله، وبعدهما علقمة حيث روى (04، 0) من مجموع تفسيره.
(¬2) طبقات خليفة (149)، ومشاهير علماء الأمصار (102)، والتهذيب (10/ 89).