وأبطنهم به (¬1).
ويقول أيضا: وكان أصحاب عبد الله الذين يقرءون بقراءته، ويفتون الناس بسننه علقمة، والأسود، ومسروق وكان أعلم أهل الكوفة بأصحاب عبد الله، وطريقتهم، ومذهبهم: إبراهيم، والشعبي، إلا أن الشعبي كان يذهب مذهب مسروق يأخذ عن علي، وأهل المدينة، وغيرهم، وكان إبراهيم يذهب مذهب أصحابه (¬2)، وليس هذا بمستغرب على إبراهيم، فإن علقمة عم أم إبراهيم، والأسود خال إبراهيم، وعلقمة عم الأسود (¬3).
وكان يقال: ما رأينا رجلا قط أشبه هديا بعلقمة من النخعي، ولا رأينا رجلا أشبه هديا بابن مسعود من علقمة (¬4).
وقد كان لتلك الصلة بين إبراهيم وعلقمة، وبين علقمة وابن مسعود الأثر في اهتمام إبراهيم بآثار ابن مسعود أكثر من اهتمام الشعبي، ونجد شاهد هذا عند مراجعة تفسير ابن مسعود، فقد كان نقل إبراهيم وروايته لتفسير ابن مسعود أكثر من نقل الشعبي وروايته (¬5).
وكان إبراهيم لا يعدل بقول عمرو ابن مسعود إذا اجتمعا، فإن اختلفا كان قول عبد الله أعجب إليه.
ولعل من أوجه الاختلاف بينهما التي يمكن بيانها هنا أن صلة إبراهيم بعلقمة
¬__________
(¬1) العلل (46).
(¬2) المرجع السابق (52).
(¬3) الكنى لأحمد (103).
(¬4) العلل لأحمد (2/ 194) 1983.
(¬5) بعد مراجعتي لتفسير ابن مسعود عند الطبري، وجدت أن المروي من طريق إبراهيم عن ابن مسعود بلغ (09، 0) من مجموع تفسيره، في حين بلغ المروي عن طريق الشعبي (02، 0) فقط من مجموع تفسيره، في حين نجد اهتمام الشعبي بتفسير عمر واضحا حيث روى من طريق الشعبي أكثر من (20) رواية، في حين كان المروي من تفسير عمر عن النخعي روايتين فقط.