كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

وستين (¬1)، ومسروق توفي سنة ثلاث وستين (¬2)، وعبيدة توفي سنة اثنتين وسبعين (¬3)، والأسود توفي سنة خمس وسبعين (¬4).

أثرها:
من المقرر سلفا أن المدرسة الكوفية من المدارس التي هابت التفسير وتورعت فيه كثيرا، واشتغلت بعلوم أخرى، حازت فيها قصب السبق، لا سيما علما القراءة، والفقه، فكان الأئمة من التابعين يأتون هذه المدرسة لتحصيل ما فاتهم في هذين العلمين.

أثرها على المدرسة المكية:
أكثر من استفاد من هذه المدرسة في علم القراءة والفقه: هم أصحاب ابن عباس، لا سيما ابن جبير، ومجاهد. ومما يدل على تأثر المدرسة المكية بالكوفية ذاك التقارب في بعض المسالك، والمناهج، مع أن ابن عباس لم يرو عن ابن مسعود، إنما بدأ الأثر والتقارب، واتضح في عصر التابعين، وكان من الأسباب الرئيسة في ذلك الصلة الوثيقة بين ابن جبير وأصحاب ابن مسعود، وكثرة تردده على الكوفة (¬5).
وقد أثرت المدرسة الكوفية في سعيد فتوجه إلى علمي القراءة والفقه، اللذين كان حظ المدرسة المكية منهما قليلا، فكان من المكثرين فيهما (¬6).
¬__________
(¬1) الوفيات لابن قنفذ (95)، وطبقات الفقهاء (79)، ودول الإسلام (47)، والشذرات (1/ 70).
(¬2) الوفيات (96)، وطبقات الفقهاء (79)، ودول الإسلام (47)، والشذرات (1/ 71).
(¬3) الوفيات (97)، وطبقات الفقهاء (79)، ودول الإسلام (54)، والشذرات (1/ 78).
(¬4) طبقات الفقهاء (79)، ودول الإسلام (55)، والعبر (1/ 63).
(¬5) سبق تفصيل ذلك في أثر المدرسة المكية على الكوفية ص (417).
(¬6) سبق بيان ذلك في ترجمة سعيد ص (142، 144).

الصفحة 501