وقد عرض عليه ابن عباس القراءة (¬1).
وكان ابن عباس يجله، ويقدره، ولما قدم إلى زيد أخذ بركابه، فقال له زيد: تنح يا ابن عم رسول الله، قال: إنا هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا وكبرائنا (¬2).
وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه أراد أن يقرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال له: إنك إذا تشغلني عن النظر في أمور الناس، فامض إلى زيد بن ثابت، فإنه أفرغ لهذا الأمر، فاقرأ عليه (¬3).
يقول عامر الشعبي رحمه الله: غلب زيد الناس على اثنين، على الفرائض، والقرآن (¬4).
ويقول العجلي: الناس على قراءة زيد، وفرض زيد (¬5).
وكيف لا وقد شهد له النبي صلى الله عليه وسلّم بهذا؟! يقول النووي (¬6): أعلم الصحابة بالفرائض زيد، لحديث «أفرضكم زيد» (¬7).
يقول قبيصة بن ذؤيب: كان زيد بن ثابت مترئسا بالمدينة في القضاء، والفتوى،
¬__________
(¬1) تاريخ الإسلام (ح 41هـ / 54)، ومعرفة القراء الكبار (1/ 36).
(¬2) طبقات ابن سعد (2/ 360)، والمستدرك للحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي (3/ 423)، والمعجم الكبير للطبراني (5/ 107) 4746، وأورده الهيثمي في المجمع وقال: رجاله رجال الصحيح (9/ 345)، وذكره صاحب الكنز، وعزاه لابن عساكر (13/ 396) 37061.
(¬3) أورده الهندي في الكنز، وعزاه لابن الأنباري في المصاحف (13/ 394) 37053.
(¬4) تهذيب الكمال (10/ 29)، وتهذيب تاريخ دمشق (5/ 449).
(¬5) تاريخ الثقات (170).
(¬6) تهذيب الأسماء واللغات (1/ 201).
(¬7) سنن الترمذي، كتاب المناقب، باب مناقب معاذ بن جبل، قال الترمذي: حديث حسن صحيح (5/ 665) 3791، وينظر مسند أحمد (3/ 281)، وصحيح ابن حبان، ينظر الإحسان (9/ 131) 7087ط كمال الحوت، وشرح السنة للبغوي (14/ 131).