كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

والفرائض، في عهد عمر، وعثمان، وعلي، في مقامه بالمدينة وبعد ذلك (¬1).
ويقول سليمان بن يسار: ما كان عمر وعثمان يقدمان أحدا على زيد بن ثابت في القضاء، والفتوى، والفرائض، والقراءة (¬2).
وكان عمر رضي الله عنه يستخلفه على المدينة في كل سفر (¬3).
وعن مالك بن أنس رحمه الله قال: كان إمام الناس عندنا بعد عمر زيد، وكان إمام الناس بعد زيد ابن عمر (¬4).
وفي هذا يقول ابن جرير الطبري: كان ابن عمر وجماعة ممن عاشوا بالمدينة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إنما كانوا يفتون بمذاهب زيد بن ثابت، مما كانوا أخذوا عنه مما لم يكونوا حفظوا فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قولا (¬5).
وكان عالم العلماء، وفقيه الفقهاء بعد طبقة الصحابة سعيد بن المسيب يرد بعض أقوال الصحابة إذا خالفت ما جاء عن زيد في المسائل المشهورة (¬6).
وزيد رضي الله عنه فاق غيره من الصحابة في علم القراءة والفرائض، ثم الفتوى، وأما علوم الحديث، والتفسير، فكان اشتغاله بها قليلا، فلم يرد عنه من أحاديث سوى اثنين وتسعين حديثا، منها خمسة أحاديث متفق عليها، وأربعة انفرد بها البخاري، وواحد رواه مسلم (¬7).
¬__________
(¬1) طبقات ابن سعد (2/ 360)، وتهذيب تاريخ دمشق (5/ 450).
(¬2) طبقات ابن سعد (2/ 359)، وتهذيب تاريخ دمشق (5/ 450)، وأورده الهندي في الكنز، وعزاه لابن سعد (13/ 393) 37050.
(¬3) أخبار القضاة (1/ 108)، والإصابة (1/ 562).
(¬4) المعرفة (1/ 486).
(¬5) إعلام الموقعين (1/ 16).
(¬6) طبقات ابن سعد (2/ 360)، وتهذيب تاريخ دمشق (5/ 451).
(¬7) مقدمة مسند بقي (83)، وتهذيب الأسماء واللغات (1/ 201).

الصفحة 509