كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

تلك المدرسة (¬1).
وخامس أصحاب زيد ابنه خارجة أحد الفقهاء السبعة (¬2)، والذي كان جل شغله بعلم الفرائض (¬3)، ولم يكن من المكثرين (¬4).
ومثله أبان بن عثمان بل هو أقل منه، فليس له إلا أحاديث قليلة (¬5).

بين أصحاب زيد:
يتضح مما سبق أن أصحاب زيد: عروة، وسعيدا، وسليمان بن يسار، كانوا مهتمين بعلمي الفقه، والحديث، وصارفين إلى ذلك جل عنايتهم، وكان بينهم تمايز، واختلاف، فأعلمهم بالحديث، وأكثرهم رواية له عروة بن الزبير، وأكثرهم جمعا بين العلمين سعيد بن المسيب، وأكثرهم اشتغالا بالفقه سليمان بن يسار، وقد مرّ معنا ما ذكره البخاري في تاريخه من قول الحسن بن محمد: إن سليمان بن يسار كان أقيس من سعيد.
ومما جاء عنهم، ما رواه مالك في وصف حالهم قال: كان سليمان بن يسار يقول في مجلسه، فإذا كثر فيه الكلام، وسمع اللغط أخذ نعليه ثم قام عنهم، وكان ابن المسيب رجلا شديدا يحصب الناس بالحصا (¬6).
قال ابن وهب: وحدثني مالك قال: كان سليمان بن يسار كثيرا ما يوافق سعيدا،
¬__________
(¬1) ينظر ص (528).
(¬2) السير (4/ 437).
(¬3) مختصر تاريخ دمشق (7/ 323).
(¬4) السير (4/ 438).
(¬5) السير (4/ 352).
(¬6) المعرفة والتاريخ (1/ 549).

الصفحة 514