كتاب تفسير التابعين (اسم الجزء: 1)

قال: وكان سعيد لا يجترأ عليه (¬1).
هذا شيء من كثير عن أصحاب زيد، إلا أن مما ينبغي الإشارة إليه وذكره في هذا المقام، أن أصحاب زيد كان جل اهتمامهم منصبا على القراءة، والفرائض، والإفتاء، وبعد ذلك الحديث، وكان نصيبهم من علم التفسير قليلا.
وقد بدأت الحاجة إلى علم التفسير تزداد في المجتمع المدني كلما تقادم الزمان بأهلها، وبعد عن العصر النبوي، فتعرض بعض المتأخرين من التابعين للتفسير، ومن أوائلهم محمد بن كعب القرظي، وكان من أعلمهم فيه (¬2)، وتبعه بعد ذلك زيد بن أسلم، فكان من المقدمين بين المدنيين في علم التأويل، يقول سفيان بن عيينة: لم يكن بالمدينة أحد يفسر القرآن بعد محمد بن كعب مثله يعني زيد بن أسلم (¬3).
وأثنى عليه غير واحد من الأئمة بالعلم والتقدم في هذا الشأن كيعقوب بن شيبة (¬4)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (¬5) وغيرهما.
وذكر بعض الأئمة أن له تفسيرا رواه عنه ابنه عبد الرحمن (¬6)، ويظهر والله أعلم أن الموجود بين أيدينا من تفسيره قليل (¬7)، وأن كثيرا منه جاء من رواية ابنه عبد الرحمن منسوبا له (¬8).
¬__________
(¬1) المعرفة والتاريخ (1/ 549).
(¬2) سبق تفصيل حاله ص (354).
(¬3) فتح الباري (13/ 111).
(¬4) تهذيب تاريخ دمشق (5/ 443)، وبغية الطلب (9/ 3994).
(¬5) مقدمة في أصول التفسير (71).
(¬6) السير (5/ 316)، والتحفة اللطيفة (2/ 92)، وطبقات المفسرين للداودي (1/ 177)، والفهرست (33).
(¬7) المروي من تفسيره عند الطبري (117) قولا فقط.
(¬8) المروي عن عبد الرحمن في تفسير ابن كثير، أضعاف ما روي عن أبيه، فقد بلغ (323) قولا.

الصفحة 515