جل ما جاء عن سعيد في هذا الباب (¬1)، وكان يعرض ما عنده على ابن المسيب، فقد عرض عليه صحيفة جابر بن عبد الله (¬2).
وقد كان للمدنيين الأثر البالغ في ميل مدرسة البصرة للسنن والآثار في تفسيرها، حتى صارت من أكثر المدارس اعتمادا على السنة في تأويلها (¬3).
يقول قتادة: ما رأيت أعلم من سعيد، ولا أجدر أن يتبع فلان عن فلان يعني يسند (¬4).
أثرها على التفسير في الشام:
الأثر المدني على التفسير في الشام أشهر من أن يذكر، فإن كثيرا من فقهاء المدينة رحلوا إلى الشام، ونقلوا ما علموه من السنن والآثار إلى هناك، ولعل من أهم أسباب تلك الرحلة والصلة، وجود عبد الملك بن مروان الذي يعد من فقهاء المدينة الأربعة الذي ولي الخلافة فسافر إليه قبيصة بن ذؤيب، وغيرهم من فقهاء المدينة، ثم تولى عمر ابن عبد العزيز الخلافة، واهتم بآثار أهل المدينة وعلمهم (¬5).
¬__________
(¬1) أورد الطبري في تفسيره عن سعيد القول بالنسخ في عشر روايات، سبع منها من رواية قتادة، وهي الآثار ذوات الأرقام: 5219، 5220، 8674، 8675، 8676، (22/ 19) (22/ 20).
(¬2) العلل لأحمد (3/ 470) 6007.
(¬3) بعد مراجعتي لتفسير الطبري، وجدت أن مجاهدا اعتمد على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلّم في (25) رواية، وعكرمة في (9) روايات، وابن جبير في (22) رواية، وعطاء في (10) روايات، في حين كان اعتماد قتادة على ذلك في أكثر من (200) رواية، وبلغ عن الحسن أكثر من (81) رواية.
(¬4) الجرح (4/ 60).
(¬5) وسيأتي مزيد بحث لذلك عند الحديث عن المدرسة الشامية.