أثرها على المدرسة المكية:
كان جل اهتمام أصحاب ابن عباس متعلقا بعلم التفسير رواية ودراية، وكانت الصلة بينهم وبين المدينة قليلة، فلم يكن للمدينة أثر يذكر في المدرسة المكية، إلا ما كان من تأثر أحد أئمة المكيين وهو عطاء بالمنهج المدني لأنه رحل إلى مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلّم فاستبان فضله على أصحابه (¬1) في هذا الجانب، فقد كان للمدينة الأثر البالغ في منهجه وانصرافه لعلمي الفقه والحديث ولذا نجد من المفارقات الرئيسة بينه وبين أصحابه، اتباع عطاء للدليل، وميله للفقه الأثري، ولذا عدّه الشافعي من أكثر التابعين اتباعا للأثر، بسبب اتصاله بالمدينة.
* * * ¬__________
(¬1) المعرفة (1/ 443)، وترتيب المدارك (1/ 63).